توقعت صحيفة "إزفيستيا" الروسية في عددها الصادر أمس الخميس، عودة رحلات الطيران العارض (تشارتر) من المدن الروسية إلى منتجعي الغردقة وشرم الشيخ في أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
ونقلت الصحيفة عن نائب رئيس اتحاد صناعة السياحة الروسي، يوري بارزيكين، قوله: "نتوقع استئناف التشارتر بحلول نهاية الخريف، (أي في أكتوبر/تشرين الأول). قطاع السياحة مستعد، ومنذ زمن، للعودة إلى مصر".
وأشار بارزيكين إلى أن ترقب استئناف الرحلات إلى مصر في حد ذاته، يؤثر على الأسعار في ظل المنافسة العالية بهذه السوق، مرجحا أن تقلل عودة المنتجعات المصرية إلى الواجهة من الحجوزات إلى تركيا وتايلاند والإمارات وغيرها من الوجهات للسياحة الشاطئية.
وعلى الرغم من استمرار تعليق الرحلات الجوية إلى الغردقة وشرم الشيخ منذ نهاية عام 2015، إلا أن عددا من السياح الروس تحدثوا إلى "العربي الجديد" أكدوا أنهم تمكنوا من قضاء عطلاتهم في الموسم الشتوي الحالي بمصر.
وأوضح أحد السياح، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أنه سافر إلى الغردقة على متن رحلة غير مباشرة للخطوط الجوية التركية مع ترانزيت مطول في إسطنبول، مما مكنه من الجمع بين الاطلاع على معالم أثرية تعود للحقبة العثمانية والاستجمام على شواطئ البحر الأحمر. وأضاف: أما مجموعة أخرى من السياح، فسافرت إلى القاهرة على متن رحلة منتظمة أولا، ثم حجزت سيارة إلى الغردقة.
وسبق لوفد أمني روسي أن تفقد مطاري الغردقة وشرم الشيخ في وقت سابق من أبريل/نيسان الجاري، لكن دون أن تسفر زيارته عن الإعلان عن أي موعد أولي لاستئناف الرحلات.
وكانت روسيا قد علقت جميع رحلات الطيران إلى مصر على خلفية تحطم طائرة "إيرباص- 321" التابعة لشركة "كوغاليم آفيا"، واسمها التجاري "مترو جيت"، في سيناء ومقتل 224 شخصاً كانوا موجودين على متنها في 31 أكتوبر/تشرين الأول 2015، وهذا الحادث يعتبر من أسوأ الكوارث في تاريخ الطيران الروسي.
وفي أبريل/نيسان 2018، تم استئناف حركة الطيران جزئيا، لتقتصر على رحلات الطيران المنتظم إلى القاهرة، وذلك تنفيذا لقرار الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، باستثناء العاصمة المصرية من الحظر والتوصل إلى حل وسط فيما يتعلق بوجود خبراء أمنيين بجميع مراحل عملية التفتيش دون المشاركة فيها بشكل مباشر لعدم المساس بالسيادة المصرية.
وفي 17 أكتوبر/ تشرين الأول 2018، قال بوتين في مؤتمر صحافي عقده ونظيره المصري عبد الفتاح السيسي، في سوتشي الروسية، إن "القاهرة تبذل كل ما في وسعها لاستقبال الرحلات الجوية الروسية في المنتجعات السياحية بشرم الشيخ والغردقة، وسنستأنف ذلك قريباً".
ولم تكن تصريحات بوتين الوحيدة التي صدرت من الجانب الروسي في هذا الشأن، ففي 19 أكتوبر/تشرين الأول 2018، أعلن رئيس وكالة السياحة الفدرالية الروسية "روستوريزم"، أوليغ سافونوف، أن شركات السياحة الروسية على "أتم استعداد للموعد الذي سيتم فيه استئناف رحلات الشارتر، إلى المنتجعات المصرية.
ويتراوح إنفاق السائح الروسي في مصر بين 55 إلى 60 دولاراً في الليلة الواحدة، بحسب تصريحات سابقة لعاطف عبد اللطيف عضو جمعية مستثمري جنوب سيناء (مستقلة) الذي قال إن "428 شركة روسية تعمل في مصر برأسمال 127 مليون دولار، تتركز معظمها في قطاعات السياحة بنحو 105 شركات، إضافة إلى شركات أخرى في قطاعات الإنشاءات والقطاع الخدمي والصناعي والاتصالات والزراعة".
وفي عام 2018، صعدت السياحة الأجنبية الوافدة إلى مصر بنسبة 42 بالمائة على أساس سنوي خلال النصف الأول من العام، وبلغ العدد الوافد 5.061 ملايين سائح خلال النصف الأول 2018، مقابل 3.560 ملايين سائح عن نفس الفترة من عام 2017.
وحسب تقديرات رسمية، تمثل السياحة الروسية نحو 30 بالمائة، بينما تمثل السياحة البريطانية 10 بالمائة من إجمالي الحركة السياحية الوافدة لمصر. وتسعى الحكومة المصرية إلى زيادة الإيرادات السياحية للحد من عجز الموازنة.