السويداء السورية تستعيد مشهد الثورة بتظاهرات مناهضة للأسد

18 ابريل 2016
خرجت تظاهرات بمنطقة المزرعة غرب المحافظة (Getty)
+ الخط -
خرجت تظاهرات ضد النظام السوري، خلال الأيام الماضية، في السويداء، جنوب سورية، في ذكرى الاستقلال، لتعيد مشهد الثورة إلى هذه المحافظة التي ظلت "هادئة ثورياً" طيلة سنوات، مكتفية بلعب دور إغاثي، واحتضان آلاف النازحين.

وتظاهر العشرات من السويداء، التي يشكّل الموحدون الدروز غالبية سكانها، أمس الأحد، في منطقة المزرعة، غرب المحافظة، في ذكرى عيد جلاء الفرنسيين عن سورية، مطلقين شعارات مناهضة للنظام، ومؤكدة على وحدة الشعب السوري.

ورأى المعارض السوري، فارس الشوفي، الذي يتحدّر من السويداء، لـ" العربي الجديد"، أن "الحراك الثوري الأخير في المحافظة يدل على رفض أهلها للنظام وأدواته"، مشيراً إلى "حالة احتقان في السويداء من سلوك النظام الذي فقد هيبته أمام الناس، فهو ليس أكثر من نظام مجرم عديم الأخلاق، لا يسال إلا عن سيطرته على البشر بدون تحقيق أي مصلحة حقيقية لهم".

وبيّن أن "السويداء من أكثر المحافظات السورية كرهاً لهذا النظام الطائفي، لكن (أسلمة) الثورة، والتدخلات الخارجية، وعدم وجود قيادة للثورة، وقرار وبرنامج وطني، وارتفاع الرايات السوداء التي لا علاقة لها بالثورة، كلها ساعدت على حَرف مسارها، لتظهر الثورة المضادة في المحافظة".


من جهتها، استغربت الكاتبة ريما فليحان، في حديث لـ"العربي الجديد"، تعاطي الإعلام مع ما جرى في السويداء وكأنه حدث غريب من نوعه، مضيفة: "هذه ليست المرة الأولى التي تشارك بها السويداء بالثورة، حيث خرجت أول تظاهرة بعد انطلاق الثورة بأسبوع، وبعدها تعاقبت العديد من المشاركات الثورية".

وتابعت: "أبناء السويداء حطموا تمثال حافظ الأسد في المدينة ووضعوه في القمامة منذ أشهر، إثر اغتيال قائد حركة الكرامة الشيخ وحيد البلعوس، مطلقين تسمية الكرامة على الساحة التي أزيل منها التمثال الذي حلت محله صورة قائد الثورة السورية الكبرى سلطان الأطرش".

وأشارت فليحان إلى أن "السويداء ودمشق وحماة تقع تحت قبضة أمنية قاسية، وهذا ما يحول دون امتداد المظاهرات واتساعها واستمرارها". 

ورحب السوريون بالحراك الثوري الذي شهدته السويداء، حيث رفعوا لافتات في مظاهرات الجمعة، عبّرت عن رغبة لدى السوريين لتجسير الهوّة التي صنعها النظام بين مكوناتهم.

وفي هذا السياق، ترى فليحان أن "ما جرى الجمعة في سورية يدلل على أن ما يحدث هو ثورة شعب كامل، وأن قلوب الثوار متآلفة، لا يعنيهم الانتماء الطائفي".

ورغم محاولات دروز سورية "النأي بأنفسهم" عمّا يجري، لكنهم تأثروا بالحرب، فاضطر عدد كبير منهم، وخاصة الشباب، إلى سلوك طريق الهجرة.

وبحسب أحد الصحافيين الموجودين في السويداء (فضّل عدم الكشف عن اسمه)، فإن "الخوف من القادم، والبطالة المستفحلة، والغلاء، والهروب من الخدمة الإلزامية في جيش النظام أسباب هذه الهجرة المتفاقمة".

وشدد على أن "النظام يهدد الدروز بين وقت وآخر بتنظيم داعش الذي صنعه في جنوب سورية كي لا تخرج المحافظة عن سيطرته".

كما يجزم بأن الدروز ليست لديهم نزعات انفصالية، بل "هم يحترمون تاريخ ونهج سلطان الأطرش الوطني والعروبي، ومتمسكون بوحدة سورية أرضاً وشعباً"، على حد قوله.