السوري محمد الكوشك يحلّ ثانياً في الشهادة المتوسطة بلبنان

25 يونيو 2016
التلميذ المتفوق محمد الكوشك (الأناضول)
+ الخط -
استطاع التلميذ السوري محمد الكوشك (16 عاماً) اللاجئ في لبنان، أن يربط اسم بلاده بقضية غير الحرب ومعاناة اللجوء، بل بالنجاح والتفوق بعدما حلّ ثانياً على مستوى لبنان في امتحانات المرحلة المتوسطة (الصف التاسع).

فالفتى الهارب من جحيم القتل اليومي الذي يمارسه النظام السوري بحق أهل مدينته داريا في الغوطة الغربية لدمشق، تحدى كل معوقات اللجوء، وحتى وجوده في مدرسة حكومية يكتظ صفها بـ41 طالباً، واستطاع التفوق بمساعدة أسرة وفرت كل الجو المناسب لأولادها الستة للنجاح وحب العلم.

يقول محمد عن تفوقه إنه "كان يوم فرح غامر بالنسبة لنا، حتى بالنسبة لي، فاجأتني النتيجة جداً، ولم أكن اتوقع أن أحل ثانياً على مستوى لبنان".

ويصف عزمه على اجتياز العقبات قائلا: "حين أتيت إلى لبنان كنت في الصف السابع (منذ سنتين). التحقت أولا بمدرسة رسمية لبنانية في بلدة مجدل عنجر (شرق لبنان)، وهناك واجهت بعض الصعوبات والعقبات، رافقتني حتى بداية العام الدراسي في الصف التاسع، لكني استطعت تخطي ذلك كله بالمتابعة والمثابرة".

ويشيد محمد بالجو الطلابي المحيط به "كان في صفي 41 طالباً، الكثير منهم شجعوني وحفزوني للنجاح، الحمد لله كان محيطي من الطلاب المميزين".

ويوجه رسالة إلى أقرانه من الطلاب السوريين: "ليس هناك من ظروف يجب أن تقهر الإنسان". ولا يبدو أن هناك من حدود لطموح محمد وعزيمته، وهو يقول:"أفكر بأني سأصبح طبيباً خلال عشر سنوات".

التلميذ الكوشك يتوسط والده ومدير مدرسته (الأناضول)



من جهته، يقول ماجد كيوان، مدير مدرسة شحيم الرسمية الأولى، حيث يدرس محمد، إنه في بداية العام الدراسي "لم يكن (محمد) بالمستوى الذي بلغه مؤخرا. لكن حين تكيف مع المعلمين خلال أول شهرين، كانت توقعاتهم منذ ذلك الحين أنه سيتفوق".

ويضيف كيوان "لاحظ المعلمون أن محمد كان شديد التركيز، لم يكن يسمح لشيء أن يشتته، كل ما يجري في الصف لا يعنيه، ونحن نتكلم عن صف كبير يضم 41 تلميذا".


وفي هذا السياق، يقول سعيد الكوشك، والد الطفل المتفوق إن "تفوق محمد بدأ باكراً، حين كنا في سورية كان في الرابع الابتدائي، ورائداً على مستوى الغوطة الغربية وريف دمشق لتميزه بمادة الرياضيات".

ولسعيد سبعة أولاد، ويقول الأب عن تفوقهم العلمي: "الأربعة الأوائل حصلوا على إعفاء من الأقساط المدرسية، لحصولهم على درجة امتياز في امتحانات نهاية العام، ومحمد كذلك تميز بشهادته، وابنتي الكبيرة في الصف العاشر حصلت كذلك على الدرجة الأولى".

ويشير إلى الجهد المبذول في المنزل من قبل الأم والأب اللذين يدركان أهمية العلم، بالقول: "كنت أساعد أولادي (في الدراسة) إلى جانب أمهم التي لها الفضل الأكبر وتقضي وقتا أكبر معهم في المنزل".

ويوضح سعيد أن هناك تنظيما لأوقات الأولاد كما "يساعد كبيرهم صغيرهم في الدرس، وإن وجد أحدهم صعوبة في الترجمة مثلا يمكنه أن يستعين (بمحرك البحث) غوغل. فرغم ظروفنا الصعبة فتحت لهم المجال لاستخدام الإنترنت".

تدمع عينا سعيد فرحاً وهو يعرب عن تمنياته بأن يحقق أولاده نجاحات مماثلة، فـ "العلم جميل جداً وأدعو الله أن يساعدهم كما أساعدهم من جهتي".

وكان مكتب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في بيروت، أعلن بتقرير في 8 حزيران/يونيو الجاري، أن عدد الأطفال اللاجئين السوريين المسجلين بالمدارس الحكومية في لبنان بلغ نحو 158 ألف طفل في مراحل الحضانة وصولاً إلى الصف التاسع.

المساهمون