أين سيتابع السوريون مونديال "السامبا"؟ ربما هي المرة الأولى التي يطرح فيها مثل هذا السؤال، على محبي الرياضة ومتابعي كأس العالم في سورية، إذ إن السوريين لم يجدوا سابقاً صعوبة في متابعة هذا الحدث الكروي، الأبرز على مستوى المعمورة، على الشاشة الحكومية الرسمية، والذي لم يغب عنها قبل مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان.
ولعل موقع سورية الجغرافي، الذي يسمح بالتقاط الأقمار الأوروبية والقمر التركي، ساهم بإيجاد حلّ بديل للسوريين عن قنوات البث المأجور، كراديو وتلفزيون العرب، الناقل الحصري لمونديال ألمانيا 2006، وشبكة الجزيرة الرياضية، الناقل الحصري لمونديال جنوب إفريقيا 2010، فتابع محبو كرة القدم البطولة (على القنوات التركية والأوروبية)، التي كانت غير مشفرة، بالإضافة إلى وجود أجهزة فك تشفير "الدنكل" في السوق الالكترونية في سورية، حيث لم تتجاوز تكلفة الواحد منها (20) دولاراً.
لكن الوضع بالنسبة لمونديال البرازيل الآن اختلف تماماً، مع توقف أجهزة فك التشفير عن العمل بعد طرح شبكة (بي إن سبورتس) القطرية لأجهزتها الجديدة، المزودة بنظام حماية من القرصنة، كما أن العلاقات المتأزمة بين دولة قطر والنظام السوري، جعلت التلفزيون الرسمي يعزف تماماً عن التفكير بمراسلة القناة القطرية المسؤولة عن حقوق البث الحصري لكأس العالم.
ولا شك أن ارتفاع أسعار أجهزة الشبكة الرياضية الخليجية مقارنة مع دخل الفرد السوري، وعلاوة على احتكارها ومضاعفة أسعارها من قبل وكلاء الأجهزة في سورية، وسط انتشار الفوضى وغياب القانون، كلّ ذلك جعل خيار اقتناء الجهاز خياراً محدوداً جداً يكاد يقتصر على المقاهي، وصالات العرض التي بإمكانها تعويض خسائرها.
في حين تناقلت مصادر إعلامية وصفحات رياضية سورية على مواقع التواصل الاجتماعي، اعتزام قناة الدنيا السورية بث مباريات كأس العالم، وذلك عبر إشارتها الأرضية بدون وضع اللوجو الخاص بالقناة، وهو ما يمثل تحدياً صارخاً لحقوق الشبكة القطرية.
وأشارت تلك المصادر إلى أن القناة بدأت فعلياً بتحضير استديوهاتها لبث الحدث الرياضي الأبرز عالمياً، غير آبهة بحقوق الملكية الخاصة بقنوات "بي إن سبورت"، والتي قد تتسبب بفرض عقوبات مالية قاسية جداً على الاتحاد السوري لكرة القدم من قبل "الفيفا"، قد تصل إلى عدة ملايين من الدولارات من مستحقات الاتحاد.
ولن تتوقف القضية عند حد رفع دعوى قضائية من الشبكة المالكة للحقوق على قناة الدنيا السورية، وذلك في حالة مشابهة وقعت مؤخراً، عندما اقتطع "الفيفا" مبلغ مليون دولار نظير نقل مباراة واحدة فقط بين الجزائر وبوركينا فاسو، في تصفيات مونديال البرازيل بطريقة غير شرعية.
وقد نبّه أحد الإعلاميين الرياضيين السوريين إدارة قناة الدنيا بضرورة مراجعة قرارها الذي سيترتب عليه تعرض اتحاد الكرة السورية إلى عقوبات أخرى، غير المالية، منها حرمان المنتخب السوري والأندية السورية من المشاركة في بطولات قادمة.