تفاوت، اليوم الاثنين، حجم الالتزام بالعصيان المدني، في السودان، في يومه الثاني، حيث بقيت حركة الشوارع خفيفة في بعض المناطق في العاصمة الخرطوم، بينما شهدت شوارع أخرى حركة أكبر، مع عدم تسجيل ازدحامات مروية في الطرق الرئيسية.
وعمّم ناشطون، رسائل على مواقع التواصل الاجتماعي، من "فيسبوك" و"واتساب" و"تويتر"، تدعو السودانيين لتنفيذ عصيان مدني، بدءاً من أمس الأحد، ولمدة ثلاثة أيام، احتجاجاً على موجة الغلاء التي اجتاحت البلاد بسبب حزمة القرارات الحكومية الأخيرة، والتي رفعت من خلالها الدعم عن الدواء وزادت أسعار المحروقات.
وعمدت بعض المحال التجارية والصيدليات والمطاعم إلى مواصلة إغلاق أبوبها، بينما لم تلتزم أخرى بدعوة العصيان، وواصلت عملها كالمعتاد.
ولاقت دعوات تنفيذ العصيان المدني، أمس الأحد، تجاوباً ملموساً في يومه الأول، بينما زادت رقعته في اليوم الثاني لعدد من الولايات السودانية.
وسجّل هدوء نسبي في الشارع السوداني، بحسب جولة لـ"العربي الجديد" بعدد من المناطق في الخرطوم، مع زيادة طفيفة في حركة السيارات والناس في بعض المناطق، وثباتها في أخرى على غرار اليوم الأول للعصيان.
وامتنعت بعض الأسر، عن إرسال أبنائها إلى المدارس، تضامناً مع الدعوة للعصيان المدني، أو خوفاً من تداعياتها، كما التزم عدد من العاملين في القطاع الخاص البقاء في المنازل، في حين فضل البعض مزاولة عمله بشكل طبيعي، مع رفع راية الإضراب من داخل المكاتب.
وتقول نسرين، وهي موظفة في شركة خاصة في الخرطوم، لـ"العربي الجديد"، إنّها وزملاءها في العمل حضروا إلى مكان عملهم اليوم الاثنين، لكنهّم اتفقوا على عدم العمل والإضراب داخل المكاتب، والخروج قبل انتهاء الدوام، تعبيراً عن تأييدهم مطالب الداعين للاعتصام، مشيرةً إلى أنّ "المعيشة بهذه الطريقة وفي ظلّ الغلاء لا تطاق".
ويؤكد محمد وهو سائق، لـ"العربي الجديد"، أنّ حركة المرور بقيت خفيفة طوال اليوم، موضحاً أنّه "لإيصال الزبون لمكان ما كان يستغرق مني ذلك قرابة الساعة للوصول إليه، لكني وصلت اليوم إلى أبعد المناطق في أقل من نصف ساعة"، وأضاف "حتى لم ألحظ وجود رجال المرور لتنظيم الحركة كالمعتاد".
وفي الاتجاه الموازي، واصلت حملات الدعاية المضادة هجومها على دعوات العصيان المدني، حيث تم التناقل على مواقع التواصل الاجتماعي، منشورات من عدة جهات تحذّر من العصيان، ونتائجه.