السمنة قنبلة موقوتة في استوكهولم

حالة سكان ستوكهولم الصحية ليست بخير. فالدراسة التي أعدها باحثون وخبراء في البيئة الدوائية من "معهد كارولينسكا الصحي" والتي ركزت على انتشار السمنة بين السويديين، لفتت إلى أن رجلاً من أصل أربعة، وامرأة من أصل خمس، يعانون من السمنة التي تؤدي إلى الإصابة بمرض السكري.

ووصف الباحثون الأمر بأنه "قنبلة موقوتة" تهدّد ستوكهولم، وقالوا إنهم يخشون زيادة معدلات الإصابة بالسمنة ومرض السكري على غرار الولايات المتحدة وبريطانيا. وبحسب الدراسة التي رصدت أنماط الغذاء المرتبطة بالوجبات السريعة، أو تلك المعدّة مسبقاً، أو السهلة الطهي، بالإضافة إلى عدم ممارسة الرياضة، فإن هذه العادات ساهمت في انتشار مرض السكري من الدرجة الثانية، مشيرة إلى أنه قد يصبح "وباء وطنياً" في حال لم تتم معالجة الأمر على وجه السرعة.

عام 1990، لم تكن السمنة في ستوكهولم تتعدى نسبة الـ 4 في المائة بين النساء، إلا أنها ارتفعت عام 2010 إلى 10.3 في المائة في مقابل 11.2 في المائة لدى الرجال. كما أن 4.6 في المائة من هؤلاء مصابون بمرض السكري. وأضافت الدراسة أن 40 في المائة لا يمارسون الرياضة. في السياق، قالت الباحثة في البيئة الدوائية في معهد كارولينسكا صوفيا كارلسون إن "السمنة تترافق مع انتشار مرض السكري بين مواطني ستوكهولم". ولفت الباحثون إلى أن سكان العاصمة بشكل خاص باتوا يعانون من زيادة الوزن. خلال العشرين عاماً الماضية، تضاعفت نسبة زيادة الوزن في ستوكهولم بمعدل خمس مرات. فواحد من أصل عشرة سويديين يعاني من زيادة الوزن.

وأكد المتخصصون في هذا المجال أن "عدم الاكتراث لمخاطر انتشار مرض السكري، وتحوّله إلى مرض شعبي، سيؤدي إلى نتائج خطيرة على الأجيال المقبلة". وعادة ما تكون الإصابة بالمرض، وتحديداً في درجته الثانية، مرتبطة بالتقدم في العمر، لكن انتشار الإصابة به على هذا النحو، وبين مختلف الفئات العمرية، جعلهم يحذرون من عواقبه.

هدف الباحثون من خلال دراستهم لصحة مجتمع عاصمتهم، إلى وضع خطط للسنوات الثلاثين المقبلة، تضمن تراجع الإصابة بمرض السكري، واتباع نظم غذائية سليمة، وسط انتشار الوجبات السريعة، وعدم قدرة المواطنين على إعطاء وقت أكثر للاهتمام بغذائهم وصحتهم، أو ممارسة الرياضة. فالباحثون لا يحصرون الأمر بالصحة الشخصية للمواطنين، بل صحة المجتمع، بخاصة أنهم يخشون أن يتحول المجتمع السويدي إلى مجتمع هرم.