السلطات السعودية تهدد عائلات المعتقلين لإجبارها على وقف تحركاتها

11 ابريل 2019
السلطات تناور لإسكات عائلات المعتقلين (جوزيبي كاكاش/ فرانس برس)
+ الخط -
قال حساب "معتقلي الرأي" المهتم بالحالة الحقوقية في السعودية، إن عائلة الطبيب السعودي الذي يحمل الجنسية الأميركية وليد فتيحي، المعتقل ضمن حملة "الريتز كارلتون"، تعرضت للتهديد من السلطات السعودية، في ظل التلويح بتجميد أرصدتهم في البنوك ما لم يقوموا بوقف تحركاتهم وتوكيل محامين في الخارج لتسليط الضوء على ما يجري لابنهم.


وبعد ساعات من وضع الخبر، قرر حساب "معتقلي الرأي" حذف التغريدة، فيما قال معارضون سعوديون إنها قد تكون دلالة على طلب العائلة من الحسابات السعودية المعارضة، التهدئة في محاولة للإفراج عن ابنهم المعتقل، حيث تواصل السلطات تقديم وعود لبعض العائلات بتحسين أحوال أبنائها داخل السجن، وقرب الإفراج عنهم مقابل صمتهم وعدم حديثهم عن أقربائهم المعتقلين.

وكان فتيحي، وهو طبيب وداعية ورجل دين ومقدم برامج سعودي، المنتمي لعائلة فتيحي الثرية والمنحدرة من إقليم الحجاز، الذي يضم العاصمتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة، قد اعتقل ضمن حملة اعتقالات فندق "الريتز كارلتون" أواخر عام 2017، ووجهت لهم تهمة المشاركة في إنشاء تنظيم يسعى لانفصال الحجاز عن السعودية.

وتعرض فتيحي للتعذيب داخل معتقل "الريتز كارلتون"، قبل أن يجري نقله إلى سجن الحائر في الرياض، حيث زاره وفد من الخارجية الأميركية، بعدما أثار ابنه أحمد قضيته داخل الكونغرس، مطالباً السلطات الأميركية بالتدخل لحماية والده.

وسبق للسلطات السعودية أن مارست ضغوطاً على عائلات المعتقلين، إذ منعت أبناء الداعية المعتقل سلمان العودة من السفر خوفاً من تحول أبنائه لمعارضين، كما أنها اعتقلت شقيقي ووالد وابن عم الناشطة نهى البلوي، التي أفرج عنها لاحقاً، وذلك لاستدراجها نحو تسليم نفسها للسلطات.


وقامت السلطات باعتقال والدة المعارض السعودي المقيم في لندن عبد الله الغامدي في مارس/ آذار العام الماضي، رغم تجاوز عمرها الـ60 عاماً بتهمة إرسال أموال لولدها المقيم في لندن، كما اعتقلت شقيقيه أيضاً وساومته مقابل تسليم نفسه.


ولا تعدّ حالة الغامدي الوحيدة، إذ قامت السلطات بعد ذلك باعتقال شقيقي المعارض السعودي المقيم في كندا عمر بن عبد العزيز الزهراني، وهما أحمد (25 عاماً) وعبد المجيد (19 عاماً)، وقامت بتعذيبهما بالصعق الكهربائي والإيهام بالغرق في الماء، وطالبت عمر بن عبد العزيز بالعودة للبلاد وتسليم نفسه مقابل الإفراج عنهما.


وبعد اغتيال الصحافي والمعارض جمال خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول، وتسرب أخبار عن حفلات التعذيب التي كانت تتم تحت إشراف المستشار السابق في الديوان الملكي سعود القحطاني، قامت عائلات بعض المعتقلين بالخروج للعلن ومطالبة السلطات السعودية بالكشف عن مصير أبنائها وبناتها، فقد كتبت علياء الهذلول شقيقة المعتقلة لجين الهذلول عدداً من المقالات الصحافية في كبرى الصحف العالمية، كما تحدث شقيقها وليد الهذلول للكونغرس عن التعذيب الذي واجهته شقيقته رفقة أحمد وليد فتيحي. وأفرجت السلطات السعودية عن ثلاث معتقلات بعد الضغوط العالمية، وهنّ عزيزة اليوسف وإيمان النفجان ورقية المحارب، ووعدت بالإفراج عن البقية.


لكن صمت العائلات السعودية على أمل الإفراج عن المعتقلين، أدى إلى قيام النظام السعودي بمناورة جديدة، وحملة اعتقالات أخرى استهدفت ناشطين عروبيين ونسويين، كان من أبرزهم ثمر المرزوقي وزوجته خديجة الحربي، والطبيب والكاتب بدر الإبراهيم وصلاح الحيدر اللذان يحملان الجنسية الأميركية.

دلالات