نقلت وكالة "رويترز" عن مصدر مطلع أن السلطات الأميركية اتخذت إجراءات أمنية لحماية مسؤول مخابرات، قدّم بلاغاً أثار تحقيقات قد تؤدي إلى مساءلة الرئيس دونالد ترامب.
وكان محامو مقدم البلاغ قد عبروا في رسالة بتاريخ 28 سبتمبر/أيلول الماضي إلى القائم بأعمال مدير المخابرات العامة جوزيف ماغواير، عن قلقهم على سلامة موكلهم، بعدما قال ترامب إنه جاسوس ارتكب خيانة.
وأضافوا أن أشخاصاً معينين عرضوا "مكافأة" قدرها 50 ألف دولار لمن يقدم أي معلومات عن هوية مقدم البلاغ، بعدما اشتكى لهيئة رقابة حكومية من أن ترامب مارس ضغوطاً على الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي في مكالمة هاتفية يوم 25 يوليو/تموز ليجري تحقيقاً مع منافسه السياسي جون بايدن.
وقال المصدر الحكومي الأميركي المطلع على قضية البلاغ، إن السلطات الاتحادية تتخذ تدابير لحماية المسؤول، لكنه أحجم عن الكشف عن ماهية هذه التدابير، كما أحجم عن ذكر ما إذا كان المسؤول قد تلقى أي تهديدات محددة.
وبدأ الديمقراطيون، في 24 سبتمبر، تحقيقاً بحق ترامب بهدف عزله، على خلفية اتهامهم إياه بالطلب من نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، خلال مكالمة هاتفية، نهاية يوليو/تموز، التحقيق حول بايدن.
وسيكون هذا أول تحقيق للمساءلة في الكونغرس، منذ تحقيق عام 1998 مع الرئيس السابق بيل كلينتون.
وكان عميل الاستخبارات المذكور قدّم بلاغاً رسمياً في الثاني عشر من أغسطس/آب إلى المفتّش العام لأجهزة الاستخبارات الأميركيّة مايكل اتكينسون الذي اعتبر بدوره أنّ المسألة حسّاسة بما يكفي لإبلاغ الكونغرس بها بشكل عاجل.
وفي 26 سبتمبر، هاجم ترامب الديمقراطيين، قائلاً لدى عودته من نيويورك، حيث حضر اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة: "ما يفعله الديمقراطيون لهذا البلد عار ولا يجب السماح به. لا بد أن هناك سبيلاً لوقفه، ربما قانونياً عبر المحاكم".
وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أنه قال للعاملين في البعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة، إنه يريد أن يعرف من قدموا معلومات للمبلّغ عن مكالمته مع رئيس أوكرانيا وشبههم بالجواسيس.
ونقلت الصحيفة عن شخص مطلع قوله إن ترامب ذكر أن أياً كان من قدم المعلومات عن مكالمته، فهو "أقرب إلى جاسوس" وأن الجواسيس "قديماً" كان يتم التعامل معهم بشكل مختلف.