السكّري يفتك بالعالم

14 نوفمبر 2014
سيزداد عدد المصابين بالسكري بحلول عام 2030 (حسين بيضون)
+ الخط -

لا تنسى نقابة مرضى السكري في إيران اليوم العالمي لمرض السكري، الذي يُصادف اليوم، في ظل زيادة نسبة الإصابة به حول العالم.

هذه المناسبة قد تكون فرصة للتركيز على أعراضه وأسبابه وسبل الوقاية منه، بخاصة أن نمط حياة الإيرانيين يزيد من احتمال الإصابة لديهم.

ويعمد الأطباء إلى إلقاء محاضرات تشرح للمواطنين هناك سبل الوقاية من مرض بات يصيب ويقتل الملايين حول العالم.

الإحصاءات الدولية الرسمية تتحدث عن إصابة أكثر من 400 مليون شخص حول العالم بالسكري، وخصوصاً في الدول النامية. وتحتل الهند المرتبة الأولى لناحية أعداد المصابين، تليها الصين. وخلال العام الماضي، توفي 5.1 ملايين شخص بسبب السكري، ما يعني أن شخصاً واحداً يفقد حياته كل ست ثوانٍ تقريباً.


وسجلت الإحصائيات ولادة أكثر من 21 مليون طفل مصاب بالسكري، ناهيك عن الأمراض الأخرى التي يتسبّب بها هذا المرض. تبدأ الأعراض بازدياد معدل السكر في الدم، لتنتهي بأمراض أخرى في القلب والكلى وضعف البصر أو العمى، وصولاً أحياناً إلى بتر الأعضاء. ويضطر نحو مليون شخص سنوياً لبتر أيديهم أو أرجلهم بسبب السكري، علماً أن كلفة العلاج تصل إلى 550 مليار دولار.

في السياق، قالت منظمة الصحة العالمية إنه "بحلول عام 2030، سيزداد عدد المصابين بالسكري. وتراوح أعمار غالبية المرضى بين 55 و65 عاماً. أما معدل أعمار الإيرانيين المصابين به، فتراوح بين 45 و50 عاماً. هكذا باتت إيران جزءاً من هذا العالم الذي يعاني من ازدياد معدل الإصابة بالمرض عاماً بعد عام، وقد بلغ عدد المصابين به حالياً نحو أربعة ملايين إيراني".

وبحسب دراسات نشرتها مراكز صحية إيرانية، فإن معظم المصابين بالسكري يقطنون في المدن، إلا أن أكثر من النصف لا يعلمون أنهم مصابون بهذا المرض أصلاً. وفي العاصمة طهران، تبلغ نسبة المصابين بالسكري 6 في المائة، وتراوح أعمارهم بين الـ3 و69 عاماً. وفي مدينة يزد،
وهي إحدى المدن الكبرى التي تقع وسط إيران، تزداد هذه النسبة بشكل كبير لتصل إلى 16.3 في المائة.

وتشير وزارة الصحة الإيرانية إلى أن هذه الأرقام تضع البلاد على قائمة الدول الأكثر عرضة لازدياد عدد المصابين بالسكري فيها خلال الأعوام القليلة المقبلة. ويقول عضو لجنة الصحة في البرلمان الإيراني، حميد رضا عزيزي، إن السبب يعود إلى تغيير نمط حياة الإيرانيين، وعدم ممارستهم الرياضة، فضلاً عن نوعية وجودة الطعام الذي يتناولون. وبات معظمهم يفضّل تناول الوجبات السريعة بشكل شبه يومي، الأمر الذي سيجعل عدد المصابين بالسكري في كل أنحاء إيران في تزايد دائم.

أضاف عزيزي، لوكالة "إيسنا" الإيرانية، أن "السكري يعدّ من الأمراض المزمنة التي يصعب التخلّص منها أو علاجها بشكل دائم"، مشيراً إلى أن "الحل يكون بالوقاية وتغيير نمط الحياة والابتعاد عن الأغذية التي تحتوي على السكريات والدهون والسعرات الحرارية العالية، بخاصة أنه يؤدي إلى خلل في الجسم، والإصابة بأمراض أخرى، منها ما يكون خطيراً ويتسبب بالوفاة".

وفي وقت سابق، لفت رئيس مركز التحكّم بالأمراض، محمد مهدي كويا، إلى أن "السمنة هي إحدى العوامل الرئيسية التي تؤدي إلى الإصابة بالسكري في إيران"، محذراً من "ازدياد نسبتها نظراً لطريقة عيش الإيرانيين، الذين غالباً ما يتنقلون بسياراتهم الشخصية، ولا يمارسون الرياضة. كذلك، فإن الجيل الجديد لا يفضّل تناول الأغذية التقليدية الصحية التي تُطهى في البيوت". وأكد على ضرورة أن "تتحمل الحكومة مسؤولياتها، وتركز على إجراء برامج متخصصة وتوعوية، لتحذير الإيرانيين من مخاطر السكري، وتعليمهم طرق الوقاية منه".
دلالات
المساهمون