السفير التركي بقطر: قصف "الكردستاني" لا يعني وقف المصالحة

15 اغسطس 2015
ديميروك: "الكردستاني" نفذ حوالي 2173 هجمة إرهابية (العربي الجديد)
+ الخط -
انتقد السفير التركي في الدوحة، أحمد ديميروك، بيان جامعة الدول العربية الذي دان هجمات بلاده على معاقل حزب "العمال الكردستاني"، واصفاً إياه بأنه "لم يكن صالحاً، لأنه تم من دون استشارة الدول الأعضاء أو الحصول على موافقتهم"، داعياً "الجامعة إلى أن تراجع نفسها، وعلى الأمين العام ألا يضع جانباً هذا المنطق التنظيمي للجامعة".

وأثنى السفير ديميروك على بيان الخارجية القطرية، ودعمها المتواصل لأنقرة في حربها ضد الإرهاب بكافة أشكاله، وموقف الخارجية القطرية الواضح بدعم حق تركيا في الدفاع عن نفسها ضد التنظيمات الإرهابية"، مشدّداً على أن "هناك تنسيقا جيدا بين كافة دول التحالف الدولي بما فيها قطر وتركيا، لمكافحة الإرهاب بالمنطقة".

وعقد ديميروك مؤتمراً صحفياً دعا إليه وسائل الإعلام المحلية، وقال إنها "مبادرة شخصية منه، وليست بتوصية من الحكومة التركية، للحديث عن الأوضاع في جنوب تركيا، وتوضيح بعض الحقائق الحاصلة في المنطقة"، مشيراً إلى أن "الكثير من المعلومات المغلوطة عن تركيا في وسائل الإعلام العالمية مدفوعة بنوايا مسبقة لتضليل الرأي العام العالمي"، معرباً عن "تقديره للتناول الإيجابي من جانب وسائل الإعلام القطرية للأوضاع في بلاده، وعن امتنانه لدولة قطر على دعمها المتواصل لبلاده".

وعن موقف قطر المتحفظ بشأن بيان الجامعة العربية الذي دان الضربات التركية لمعاقل حزب "العمال الكردستاني" في العراق، قال ديميروك "نقدر رد الفعل القطري والدعم والتضامن القطري مع بلادنا، وأعتقد أن البيان لم يكن صالحاً ليس فقط من جانب تركيا ولكن لدول عربية أخرى، وكان الموقف القطري واضحاً بتأكيد حق تركيا في الدفاع عن نفسها ضد التنظيمات الإرهابية"، واصفاً علاقات البلدين بأنها "الأقرب بين بلدين في العالم، والزيارات متوقعة في أي وقت نتيجة العلاقات القوية والمتميزة بين البلدين".

واستعرض السفير مسار الحرب التي تخوضها تركيا على الإرهاب في الداخل وعلى طول الحدود مع العراق وسورية، موضحاً أن "الأوضاع غير المستقرة في العراق وسورية شكلت أرضاً خصبة للتنظيمات الإرهابية، وأن التداعيات الإقليمية لهذه الأزمة كبيرة للغاية ويقع عبء مواجهتها على عاتق الدول الجارة".

وأضاف أنه "إلى جانب المخاطر الأمنية، نحاول التعامل مع الأزمات الإنسانية في سورية والعراق بأفضل الإمكانات المتوفرة لدينا"، مشيراً إلى وجود "2 مليون لاجئ سوري في تركيا، وأنفقنا أكثر من 5 مليارات دولار لتوفير حياة كريمة لهم".

وأكد أن "التهديد الإرهابي لتركيا من أراضي سورية والعراق كبير جداً وتنظيم (الدولة الإسلامية، داعش) وحزب (العمال الكردستاني) مصدرا قلق بالغان، وقد بدأت تركيا هجمات ضد (داعش) في سورية بعد هجوم انتحاري في سروج بتاريخ 20 يوليو/تموز، أسفر عن 32 قتيلاً وأكثر من مائة مصاب".

وتابع "بالتزامن مع ذلك، قام حزب (العمال الكردستاني) ببعض الهجمات الإرهابية في 22 يوليو بعد يومين من هجوم سروج، وقتل 2 من أفراد الشرطة التركية أثناء نومهم في شقتهم، ومنذ ذلك الحين صعّد من أنشطته الإرهابية. وانضمّت إلى هذه الأعمال الإرهابية جبهة (حزب التحرير الثوري)".

واعتبر السفير التركي أن "هذه الهجمات الإرهابية حصلت بتعليمات من الملاذ الآمن لحزب (العمال الكردستاني) في منطقة قنديل شمال العراق، ولذلك جاءت الضربات التركية ضد معاقل الحزب هناك لحماية أمننا واستقرارنا، وبدأت تركيا حربها ضد هذه التنظيمات، وكل ما يرتبط بها، فهي حرب متعددة الجبهات في مواجهة أعداء بخلفيات وإيديولوجيات ودوافع مختلفة، وهو جهد يحتاج إلى عمل أكثر تنسيقاً داخل وخارج تركيا، كما يتطلب مستوى عالياً من التضامن والتنسيق الدولي".

وعن الجهود التركية لمواجهة الإرهاب، قال السفير ديميروك: "لقد شنت تركيا عمليات داخلية وعابرة للحدود ضد (داعش) وحزب (العمال الكردستاني) وتم احتجاز العديد من عملاء التنظيمين الإرهابيين واتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم، كما تم استهداف شبكات تجنيد العملاء وخلايا العنف المحتملة المرتبطة بـ(داعش)، وأسفرت الموجات الأولى لهذه العمليات عن احتجاز 600 شخص والقبض على 100 آخرين".

وأضاف أن "الطائرات التركية قصفت أهداف (داعش) و(الكردستاني) في العراق وسورية، وتم تحديد نطاق وتوقيت هذه العمليات وفقاً لتقييم المخاطر والتهديدات، وأوقفت تركيا عملياتها ضد (داعش)، بناء على طلب من الولايات المتحدة ونواصل الأخذ بكافة التدابير اللازمة وفقاً للقانون الدولي".

ونوه بعدد من الإحصائيات التي تشير إلى تنفيذ "العمال الكردستاني" حوالي 2173 هجمة إرهابية في عام 2015 فقط، وأسفرت عن مقتل 13 جندياً و10 من أفراد الشرطة وحارس أمن و4 مدنيين، كما أصيب 69 جندياً و151 من أفراد الشرطة و3 من حراس الأمن و362 مواطنا ومتظاهرا، وفى الحادي عشر من الشهر الجاري تم قتل 34 من رجال الأمن وإصابة 145، إضافة إلى إصابة 126 من المدنيين واختطاف اثنين من رجال الأمن.

وبشأن مصير المصالحة بين النظام التركي و"العمال الكردستاني"، قال السفير ديميروك: "لقد تحلّت تركيا بقدر كبير من الصبر مع (العمال الكردستاني) ضمن عملية المصالحة، وأكدت السلطات التركية بوضوح أن العمليات ضد (الكردستاني) لا تعني بأي حال أن تركيا أقلعت عن عملية المصالحة، فهذه العملية لصالح كل مواطنينا، ولكن يجب أن يقابَل الجهد التركي في المصالحة بالمثل من الجانب الآخر وليس بالهجمات الارهابية"، مؤكدا أن "هجمات الكردستاني سوف تفسد عملية المصالحة لأن تركيا ملتزمة بالدفاع عن نفسها وعن شعبها".

ولفت إلى أنه "يبدو أن هناك سوء تقدير وفهما سطحيا للعمليات ضد أهداف (الكردستاني)، فهذه العمليات ليس لها علاقة بالشعب الكردي. ومن الواضح أن الأعمال الإرهابية لـ(الكردستاني) تهدف إلى زعزعة استقرار تركيا، وتشكل تهديداً مباشراً لأمنها واستقرارها ولا يمكن لأي بلد أن يبقى غير مبال بهذا الخطر الكبير على أمنه وحياة أفراده".

وأوضح أن "تركيا سوف تواصل عملياتها ضد إرهابيي (العمال الكردستاني) حتى تنهي هذه المنظمة الإرهابية هجماتها وتسحب كل أسلحتها وإرهابيها من الأراضي التركية"، مشيراً إلى أن "(العمال الكردستاني) مثل خلية سرطانية يجب العمل على استئصالها مع الحفاظ على الجسد التركي الذى يجب ان نعتني به جيداً".

اقرأ أيضاً واشنطن: لا علاقة بين انضمام تركيا للتحالف واستهداف "الكردستاني"

المساهمون