قالت السفارة السعودية في القاهرة إن الاعتداءات التي واجهتها بعثة المملكة في طهران ومشهد تأتي بعد تصريحات النظام الإيراني، التي وصفتها بالتصريحات العدوانية، والتي شجعت الاعتداء على بعثات المملكة.
وأشارت السفارة إلى أنها لم تكن المرة الأولى، بل سبق أن تعرضت بعثة المملكة لاعتداءات مماثلة خلال السنوات الماضية، تحت مرأى ومسمع من الحكومة الإيرانية دون اتخاذ أية تدابير للحفاظ على أمن وسلامة البعثة ومنسوبيها أو تقديم الجناة للعدالة، وأن هذه الاعتداءات تُشَكِل انتهاكاً صارخاً لكافة الاتفاقيات والمواثيق والمعاهدات الدولية.
وأضافت في مؤتمر صحفي، عقدته بالقاهرة اليوم الأربعاء، أن سفارة المملكة في طهران قد تلقت عدة اتصالات هاتفية بتهديد منسوبيها بالقتل صباح السبت الماضي، وفي ظهر نفس اليوم بدأ توافد الحشود أمام السفارة، وبالرغم من اتصال القائم بأعمال السفارة بالخارجية الإيرانية ومطالبتها بتأمين الحماية للسفارة، إلا أن السلطات الإيرانية لم تتجاوب نهائياً.
وتابعت: وفي مساء ذات اليوم، قامت مجموعة من المتجمهرين أمام مقر السفارة بإلقاء عبوات حارقة على المبنى ورشقه بالحجارة. وفي فجر اليوم التالي، تم استبدال الحشود الأولى بمجموعات جديدة حلت مكانها، حيث تمكن اثنان منهم من اقتحام مقر السفارة وإحراق أجزاء منه، وللمرة الثانية تواصل القائم بأعمال السفارة مع الخارجية الإيرانية إلا أنها لم تتجاوب أيضاً.
وقالت: كما تعمدت السلطات الإيرانية التأخير في توفير حماية شخصية للقائم بأعمال السفارة ليتمكن من زيارة مقر السفارة للوقوف على تطورات الموقف، إلا أنه لم يتمكن من ذلك إلا بعد عصر يوم الأحد، ليجد أن المبنى تعرض للتخريب والتدمير، حيث تم تكسير محتوياته وسرقة ما به من أثاث وأجهزة ووثائق.
اقرأ أيضا: الجعفري إلى طهران..للعب دور الوسيط في أزمة السعودية وإيران
وفيما يتعلق بالاعتداءات على قنصلية المملكة في مشهد، السبت الماضي أيضا، وفقاً للسفارة السعودية بالقاهرة، فقد بدأت باقتحام سيارة أجرة بوابة الحاجز الأمني حول مقر القنصلية ومحاولتها اقتحام البوابة الداخلية ولكنها لم تتمكن من ذلك، وبعد ذلك بعدة ساعات تجمعت حشود أمام مقر القنصلية، بلغ عددها أكثر من ألفي شخص، حيث قاموا برشق المبنى بالحجارة والعبوات النارية الحارقة، مما أدى إلى تهشم النوافذ الخارجية، بالإضافة إلى محاولة مجموعة من المحتشدين اقتحام المبنى إلا أنها باءت بالفشل.
وأضافت أن السلطات الإيرانية لم تقم بأي جهد لمنع مثل هذه الأعمال الإجرامية، أو اعتقال المتسببين فيها.
ولفتت السفارة إلى أن المملكة قد اتخذت عدداً من الإجراءات بناء على تلك الاعتداءات، فقد قامت وزارة الخارجية السعودية باستدعاء السفير الإيراني وقامت المملكة، بإحاطة مجلس الأمن الدولي بهذه الاعتداءات، مطالبةً المجلس بضمان حماية البعثات الدبلوماسية ومنسوبيها وفقاً للاتفاقيات والقوانين الدولية، هذا إلى جانب إحاطة كل من مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وجامعة الدول العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي وجميع الدول التي للمملكة علاقات بها.
وشددت سفارة السعودية بالقاهرة على أن قرار قطع العلاقات مع إيران، جاء للتوضيح أن "المملكة ثابتة على مواقفها في التصدي للممارسات العدائية الإيرانية تجاهها وتجاه دول الجوار، وحلفاء المملكة، وللتأكيد على أنه لا مكان في المجتمع الدولي، لدولةٍ تتغاضى عن الإرهاب وتدعمه، بل وتنخرط فيه أيضاً".
وأكدت السفارة أن التصريحات العدوانية الصادرة عن الحكومة الإيرانية، كانت بمثابة تحريض سافر على انتهاك حرمة السفارة والقنصلية، وأن هذه الاعتداءات تعتبر استمراراً لسياسة النظام الإيراني الذي يهدف إلى زعزعة أمن واستقرار المنطقة العربية، وإشاعة الفتن والحروب فيها.