السعودي ماجد المهندس في مرمى نيران العراقيين

27 مارس 2015
ماجد المهندس من أغنية "الميجانا" (العربي الجديد)
+ الخط -

رغم أن المطرب ماجد المهندس عراقي الأصل سعودي الجنسية، إلا أنه اتكأ على الإعلام في فورة نجاح أغنيته العراقية "واحشني موت" قبل عشر سنوات، في سبيل إيصال جمالية صوته وعذوبة إحساسه للجمهور عبر أغانيه.

لكن المهندس في السنوات الأخيرة بات يطبق المثل العامي المصري (إن طلع صيتك اتغطى ونام)، فعلاقة المهندس التي أسسها عبر الإعلام العربي بجمهوره بشكل عام، والعراقي بشكل خاص، صارت فاترة.

فبعد نيله الجنسية السعودية بمكرمة ملكية من العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله، في مثل هذه الأيام من عام 2010؛ انصرف المهندس أكثر نحو الغناء الخليجي بدعم واضح من الشاعر "ساري"، والمعروف للوسط الفني كله بأنه مدير الديوان الملكي السابق خالد التويجري، وتناسى عراقيته بشكل بات مقصودا.

وحسب تعبير الصحافي العراقي حيدر النعيمي: الأغنية العراقية هي من رفعت ماجد المهندس عربيا؛ وهو كصوت وإحساس يستحق، لكن تصرفاته وتخليه إعلاميا عن جنسيته العراقية جلبت له الكره من العراقيين، ولم تعد أغنياته تلاقي النجاح المؤمل في العراق، حتى إن أغنيته "حبيبي من أهل بغداد" التي تضمنها ألبومه الأخير، لم تجد الصدى المطلوب بين الجمهور العراقي، الذي بات يرفض أي شيء منه. كونه أصبح لا يستطيع التنفس إلا من خلال الرداء الخليجي لأغنياته.

والمهندس الذي يختتم بصوته اليوم الجمعة، فعاليات مهرجان "فبراير الكويت" الذي تنظمه شركة روتانا، يشكل حضوره في الكويت حدثا فنيا باعتباره مطربا سعوديا، حيث يشارك للمرة الثالثة في المهرجان الذي يأتي تزامنا مع احتفالات دولة الكويت بأعيادها الوطنية، وسيقدم في حفل الليلة أغنية مهداة للكويت بعنوان "الكويت الحبيبة"، من كلمات فائق حسن وألحان محمد بو دله، يقول مطلعها: "الكويت الحبيبة قطعة مني. حبيبة قلبي وإحساسك ملكني"، والتي طرحها مؤخرا عبر صفحته الرسمية على "يوتيوب".

وخلال حفل العشاء الذي أقامه رئيس شركة روتانا، سالم الهندي في منزله بالكويت بحضور مجموعة من الفنانين والإعلاميين ليل أمس الخميس، أصيب المهندس وفريقه الذي يقوده مدير أعماله الشاعر والمخرج فائق حسن، بالدهشة من تعليقات الجمهور العراقي على حسابات المهندس الرسمية على "فيسبوك" و"تويتر"، والتي هاجمته بعد أن غرد مثنيا على القيادة السعودية، بعد الإعلان عن "عاصفة الحزم" التي تستهدف الحوثيين في اليمن.

واضطر فريق المهندس الإعلامي إلى حذف المكتوب على "تويتر" و"فيسبوك"، بعدما اتهم الجمهور العراقي المهندس بتخليه عن بلده، والجري وراء الأموال التي يدفعها أمراء الخليج، على حد قول التعليقات.


المثير في علاقة المهندس بالجمهور العراقي، هو تصيد الأخير كل أخطائه الإعلامية، فعند مشاركته هاتفيا مع الإعلامي داود الشريان على فضائية "إم بي سي"، على هامش الاحتفال باليوم الوطني الإماراتي، ولما وصفه الشريان بالفنان السعودي، وهي الجملة التي لم يصححها المهندس، حولت الأمر هجوماً واسعاً من جانب الجمهور العراقي.

ويقول الإذاعي والصحافي العراقي فائز جواد، إن ما يؤخذ على المهندس هو انحيازه التام لجنسيته الجديدة وتناسي بلده الأم، فماجد يسارع عند كل مناسبة سعودية إلى التهنئة، كما ينشر التعازي إذا توفي أحد الأمراء أو رجال الأعمال، فيما يتجاهل الكوارث والحروب والاقتتال الذي يجري يوميا في العراق، حتى إنه عند وفاة شقيق النجم العراقي كاظم الساهر، تسابق المطربون العرب لتعزيته على مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا ما لم يفعله المهندس ولا فريقه، كأنه بات يترفع عن كونه عراقيا.

المساهمون