ووصل عدد الحوادث المرورية في شهر رمضان الجاري إلى 1543 حادثاً يومياً، مع معدل وفيات بلغ نحو 24 حالة، في حين بلغ عدد المصابين في اليوم 162 إصابة، كما سجلت إدارة المرور نحو 30 ألف مخالفة يومياً نتج عنها توقيف 437 شخصاً كل يوم.
وكان يوم الجمعة الماضي الأكثر دموية عندما تسببت حوادث مرورية بوفاة 31 شخصاً. وكان أخطر تلك الحوادث الذي وقع في الرياض ونتج عنه أربع وفيات و50 مصاباً، وتسبب في إعلان حالة الطوارئ في مستشفيات العاصمة.
وكان معدل الحوادث تراجع في شهر إبريل/نيسان الماضي إلى 1463 حادثاً يومياً، ونتج عنها 17 وفاة يومية.
ويرجع الخبير في الأمن المروري سليمان الجبير الارتفاع في الحوادث إلى "السرعة الجنونية التي نشاهدها عند وقتي السحور والإفطار". ويقول لـ"العربي الجديد"، إن "هذه الأرقام مرعبة بالتأكيد، كنا نأمل أن تقود الأنظمة المرورية الصارمة إلى انخفاض معدل الحوادث، ولكن ما نشاهده هو أنها ترتفع أكثر". ويضيف: "ما نشاهده في الشوارع عند اقتراب وقتي الفطور والسحور مخيف جداً، بعضهم يعتقد بأنه إن لم يُفطر على الوقت لن يُقبل صيامه، كما إن كثيرين يتأخرون في السحور حتى اقتراب وقت الأذان ويحاولون تعويض التأخير بالقيادة بسرعة كبيرة وتكون النتيجة وقوع حوادث شنيعة وقاتلة".
ويطالب الجبير هيئة المرور بتكثيف الرقابة والدوريات المرورية عند الشوارع الرئيسية، للحد من تهور السائقين، مشدداً على أن "الأمر وصل لدرجة لا يمكن السكوت عنها".
حوادث أكثر
بحسب تقارير مرورية رسمية، وقع العام الماضي 518 ألفاً و795 حادثاً مرورياً، وتسببت جميعها بوفاة ثمانية آلاف و63 شخصاً، وإصابة نحو 36 ألفاً و303 أشخاص آخرين.
وسجلت الرياض أكبر عدد من الحوادث المرورية تلتها مكة ثم المنطقة الشرقية ثالثاً، في حين سجلت منطقة مكة أكبر عدد من المصابين والمتوفين بسبب الحوادث رغم أنها تحل ثانياً من حيث عدد الحوادث.
ويشدد الجبير على أن ارتفاع أعداد الحوادث عاماً بعد عام، رغم زيادة عدد كاميرات (ساهر) يؤكد أن من المهم تعديل هذه الخطط. ويضيف: "لا يزال عدد الحوادث في اليوم الواحد يعد رقماً كبيراً، ما يجعل السعودية من ضمن أعلى خمس دول في العالم تسجيلاً للحوادث بالنسبة لعدد السكان، وهذا يعني أنه من المهم زيادة ضبط المخالفات وزيادة انتشار رجال المرور على الطرق، وأيضاً مضاعفة قيمة المخالفات المرورية بشكل كبير جداً، لتكون رادعاً أكبر للمتهورين".
من جهته، يؤكد رئيس جمعية السلامة المرورية الدكتور عبد الحميد المعجل أن وقوع كل هذه الحوادث في السعودية والوفيات والإصابات التي تنتج عنها، وارتفاع الأرقام عاماً بعد عام، يؤكد أن الخطط التي طبقت وحملات التوعية لم تكن كافية، ولم تثمر كما كان يُتوقع منها.
ويقول: "رغم كل جهود المرور لا تزال الأرقام كبيرة ومخيفة، ولا بد من مراجعة الخطط المرورية وتصويبها، فالمخالفات وساهر لم يعودا رادعاً حقيقياً".