ويقوم العاهل السعودي، الذي يسعى منذ توليه العرش قبل عامين إلى تطبيق خطة طموحة لإصلاح الاقتصاد، بجولة آسيوية تستغرق شهرا.
وتهدف زيارة الملك لدول من مستوردي النفط السعودي الأسرع نموا في العالم، إلى الترويج لفرص الاستثمار في بلاده، بما في ذلك بيع حصة في شركة أرامكو النفطية الحكومية العملاقة.
وتسعى السعودية إلى زيادة مبيعاتها من النفط إلى الصين، ثاني أكبر سوق للنفط في العالم، بعدما فقدت حصة سوقية لصالح روسيا في العام الماضي، وذلك من خلال العمل أساسا مع أكبر ثلاث شركات نفطية حكومية في الصين.
وقال الرئيس الصيني، شي جين بينغ، للملك سلمان، في قاعة الشعب الكبرى، إن زيارته تظهر الأهمية التي يوليها للعلاقات مع الصين.
وأضاف في تصريحات للصحافيين "هذه الزيارة ستواصل تحسين نوعية علاقاتنا وستؤتي ثمارا جديدة".
قال نائب وزير الخارجية الصيني، تشانغ منغ، إن مذكرات التفاهم وخطابات النوايا التي جرى توقيعها قد تتجاوز قيمتها نحو 65 مليار دولار، وتشمل جميع المجالات من الطاقة إلى الفضاء، لكنه لم يخض في تفاصيل. وأضاف: "الرئيس شي جين بينغ والملك سلمان صديقان قديمان".
وتابع "التعاون الفعال بين الصين والسعودية حقق بالفعل إنجازات كبيرة، وينطوي على إمكانات هائلة".
أما بالنسبة لأرامكو، فإن الاستثمارات المحتملة تتناسب مع استراتيجيتها لتوسيع محفظتها للتكرير والكيماويات، في مسعاها لتنويع الأصول وإبرام اتفاقات طويلة الأجل لنفطها.
وتسعى السعودية، عبر صفقات التكرير التي وقّعتها، أخيراً، مع بعض دول آسيا، إلى كسب السباق على زيادة حصتها السوقية من مبيعات النفط المكرر في آسيا.
وقد وقّعت السعودية، خلال زيارات الملك سلمان الأخيرة لآسيا، صفقة ضخ سبعة مليارات دولار في مجمع للبتروكيماويات والتكرير في ماليزيا.
كما تم كذلك التوقيع على اتفاق يعزز مبيعاتها النفطية في إندونيسيا، تبلغ قيمته ستة مليارات دولار بين شركة أرامكو السعودية وشركة بيرتامينا الإندونيسية، لتوسيع مصفاة نفط إندونيسية.
وتعد السوق الآسيوية من الأسواق التي تنمو بسرعة وتتوسع فيها الطبقة الوسطى التي عادة ما تزيد من استهلاك المنتجات المكررة، عبر شراء السيارات وتملّك أدوات مستهلكة للطاقة.
وجرى، خلال زيارة العاهل السعودي للصين، اليوم الخميس، توقيع مذكرة تفاهم مع شركة نورينكو التي تديرها الدولة، لدراسة بناء مشروعات للتكرير والكيماويات في الصين، بينما اتفقت الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) مع سينوبك على تطوير مشروعات بتروكيماويات في الصين والسعودية.
وقال مصدر في القطاع إن اتفاق نورينكو قد يتضمن استكشاف إمكانية إنشاء مصنع جديد للتكرير والكيماويات في بانجين بإقليم لياونينغ، وتحديث منشأة قائمة للتكرير والبتروكيماويات في نفس المنطقة.
وتشترك سينوبك وسابك، إحدى كبرى شركات البتروكيماويات في العالم، في إدارة مصفاة في تيانجين.
(رويترز، العربي الجديد)