وقال مجلس الوزراء السعودي، بعد اجتماع ترأسه الملك سلمان، اليوم الثلاثاء، إن السعودية ستحاسب المقصرين "أياً من كانوا" في قضية مقتل خاشقجي.
وشدد مجلس الوزراء السعودي، وفق ما نقلت وكالة "واس" الرسمية، على أن ثمة "توجهات وأوامر ملكية" لـ"استجلاء الحقيقة ومحاسبة المقصر كائناً من كان"، و"عزمها (المملكة) على ألا تقف الإجراءات عند محاسبة المقصرين والمسؤولين المباشرين، لتشمل الإجراءات التصحيحية في ذلك".
الملك سلمان وولي العهد يقدمان العزاء لأسرة خاشقجي
وفي وقت لاحق، نقلت "واس" خبر استقبال الملك سلمان في قصر اليمامة بالرياض كلاً من سهل بن أحمد خاشقجي، وصلاح بن جمال خاشقجي، وذلك بحضور ولي العهد محمد بن سلمان، وقدّما تعازيهما لأسرة خاشقجي.
بن سمان يلغي كلمته في مؤتمر الاستثمار
وألقت قضية مقتل خاشقجي بظلالها على "منتدى مستقبل الاستثمار" في العاصمة الرياض، إذ ظهر ولي العهد السعودي لدقائق معدودة، رفقة العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني.
وتداول صحافيون يغطون فعاليات المنتدى الدولي أنه كان متوقعاً أن يُلقي الأمير السعودي كلمة له مع افتتاح المنتدى، حسبما فهموا من قائمين على تنظيمه، لكن هذا لم يتم.
وحضر ولي العهد السعودي إحدى جلسات المؤتمر لبضع دقائق، وظهر جالساً إلى جوار العاهل الأردني، من دون الإدلاء بتصريحات.
واكتفى بتصريحات مقتضبة خارج جلسات المؤتمر نشرتها وكالات أنباء عالمية، وقال فيها إنه راضٍ عن مؤتمر الاستثمار، معتبراً أن "مزيداً من الناس يعني مزيداً من المال".
ونشرت وسائل إعلام غربية، اليوم، أن بن سلمان ألغى كلمة كانت مقررة له اليوم، منها صحيفة "التايمز" البريطانية.
وانطلق المنتدى في الرياض، في وقت سابق اليوم، على وقع أزمة حادة تعيشها المملكة منذ مقتل الصحافي خاشقجي.
وزير الطاقة: أزمة حقيقية بسبب مقتل خاشقجي
إلى ذلك، اعترف وزير الطاقة السعودي خالد الفالح، يوم الثلاثاء في منتدى الاستثمار، أنّ بلاده تمر بأزمة حالياً بسبب مقتل خاشقجي، واصفاً الواقعة بأنّها "خطأ مقيت".
وتسببت هذه الجريمة في مقاطعة واسعة لأعمال المنتدى من جانب شركات وبنوك ومؤسسات عالمية ومسؤولين سياسيين واقتصاديين وماليين.
وتتعرّض الرياض لضغوطات دولية واسعة تطالبها بالكشف عن حقيقة الحادث، ومحاسبة المتورطين فيه والمدبرين له.
واختفى خاشقجي (59 عاماً) عقب دخوله قنصلية بلاده في إسطنبول بتركيا للحصول على وثائق لزواجه المرتقب.
وبعد 18 يوماً من اختفائه، أقرّت الرياض، ليل الجمعة - السبت، بمقتل خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول، إثر "شجار" مع مسؤولين سعوديين، وقالت إنّها أوقفت 18 شخصاً سعودياً على خلفية الواقعة، بينما لم توضح مكان جثمانه. غير أنّ هذه الرواية لم تقنع المجتمع الدولي، خصوصاً أنّ التحقيقات تبيّن أنّ الجريمة خطط لها على أعلى مستويات، ونفّذها رجال استخبارات مرتبطون مباشرة بولي العهد محمد بن سلمان.
وأصدر الديوان الملكي قراراً بإقالة مسؤولين بارزين، بينهم نائب رئيس الاستخبارات أحمد عسيري، والمستشار في الديوان الملكي سعود بن عبدالله القحطاني، ما رآه بعضهم بمثابة كبش فداء لبن سلمان.