ونسب الرئيس الفرنسي الفضل لنفسه ولبلاده في حل أزمة سياسية في لبنان العام الماضي، معلنا للمرة الأولى أن السعودية احتجزت الحريري لعدة أسابيع.
وقال ماكرون في مقابلة مع تلفزيون (بي.إف.إم): "لو لم يتم الأخذ (برأي) فرنسا حينذاك لكان لبنان يخوض على الأرجح حربا ونحن نتحدث الآن. (الفضل) للدبلوماسية الفرنسية وللإجراء الذي اتخذناه".
وبيّن ماكرون أن توقفه في الرياض، من دون ترتيب مسبق أثناء رحلة جوية، لإقناع ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان بذلك، مع ما أعقبه من توجيهه دعوة إلى الحريري لزيارة فرنسا، كان سبب إنهاء الأزمة.
وقال ماكرون: "أذكرك باحتجاز رئيس وزراء في السعودية لعدة أسابيع".
ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن مصدر مسؤول بوزارة الخارجية (لم تسمه)، أن ما ذكره الرئيس الفرنسي بأن المملكة احتجزت الحريري "هو كلام غير صحيح".
وأكد المصدر، أن المملكة "كانت ولا تزال تدعم استقرار وأمن لبنان، وتدعم دولة الرئيس الحريري بكافة الوسائل".
وبيّن أن "أن كافة الشواهد تؤكد أن من يجر لبنان والمنطقة إلى عدم الاستقرار هو إيران وأدواتها، مثل مليشيا حزب الله الإرهابي، المتورط في اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري، وقتل مواطنين فرنسيين في لبنان".
وأكد المصدر المسؤول أن "المملكة تتطلع للعمل مع الرئيس الفرنسي ماكرون لمواجهة قوى الفوضى والدمار في المنطقة، وعلى رأسها إيران وأدواتها".
وفي نوفمبر/تشرين الثاني، واجه لبنان أزمة بعد إعلان الحريري استقالته أثناء وجوده في السعودية. وقال الحريري حينذاك إنه يخشى تعرضه للاغتيال وانتقد إيران و"حزب الله" اللبناني.
واتهم المسؤولون اللبنانيون السعودية حينذاك باحتجاز الحريري. وبعد تدخل دولي، بما في ذلك تدخل ماكرون، استطاع الحريري مغادرة السعودية ثم تراجع عن استقالته بعيد وصوله إلى بيروت.
وبعد أشهر من الأزمة، زار الحريري الرياض لأول مرة في فبراير/شباط الماضي.
وكانت مجلة النيويوركر نشرت تقريرا مطولا عن السعودية تناولت فيه قصة الحريري، ونقلت عن مصدر دبلوماسي أن الحريري بالفعل تم احتجازه وتعرض للإهانة، وكانت هناك محاولة من ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لإحلال شقيق سعد الحريري بهاء مكان أخيه، في زعامة تيار المستقبل، وهو الأمر الذي فشل. ووصفت الصحيفة تلك المحاولة بأنها "الخطة الأكثر غباءً على الإطلاق".
(العربي الجديد)