وأعلنت وزارة الحج والعمرة السعودية، في بيان، تخصيص رابطٍ إلكتروني لاستقبال طلبات الحجاج القطريين، متهمة ما سمته "مكتب شؤون حجاج قطر بعدم التجاوب مع الجهات المعنية لإنهاء ترتيبات شؤون ومتطلبات الحجاج القطريين، وإضاعة الوقت دون تحقيق أي تقدم بإنهاء
الإجراءات اللازمة لتمكين المواطنين القطريين من أداء فريضة الحج".
وترفض وزارة الحج والعمرة في السعودية التواصل مع وزارة الأوقاف القطرية، ومقاولي الحج، للتنسيق بشأن ترتيبات حجّ القطريين، والتي تشمل تحديد حصّة قطر، وترتيبات السفر والإقامة والتنقلات، والأماكن المخصصة للإقامة في مكة، ومواقع البعثة القطرية في المشاعر المقدسة بالنسبة للمسلمين في كل من منى وعرفات ومزدلفة، أسوة بالدول الأخرى.
وتشترط السلطات السعودية قدوم ومغادرة القطريين الراغبين في أداء مناسك الحج لهذا العام، عبر مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة، وعن طريق أيّ من شركات الطيران، ما عدا الخطوط الجوية القطرية، ما يعني عدم تمكن الحاج القطري من السفر مباشرة جواً من الدوحة إلى جدة، وعدم التمكن أيضاً من السفر برّاً إلى مكة، نظراً لإغلاق السعودية للمعبر البري مع قطر.
وكانت السعودية قد اشترطت العام الماضي على القطريين الراغبين بأداء فريضة الحج في المملكة، الحصول على تصاريح حج من وزارة الحج والعمرة، ووصولهم جواً عبر مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة، ومطار الأمير محمد بن عبد العزيز في المدينة المنورة، حيث سيحصلون على تأشيرة الدخول، ما حال دون سفر حجاج قطر.
ولم تعلق وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في قطر على بيان وزارة الحج والعمرة السعودية الجديد، إلا أنه يرجح عدم موافقة الوزارة على الشروط السعودية، أسوة بموقفها العام الماضي.
ووفق البيان السعودي، سيكون التسجيل متاحاً أمام الحجاج القطريين عن طريق رابط إلكتروني سيتمّ تخصيصه في موقع وزارة الحج والعمرة السعودية الإلكتروني، والذي سيكون متاحاً خلال شهر ذي القعدة لهذا العام، بعد منتصف شهر يوليو/ تموز الحالي، حيث يمكن للحجاج القطريين التعاقد على الخدمات التي يحتاجونها من سكن ونقل وإعاشة في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، مع المؤسسة الأهلية المعنية بخدمة الحجاج القطريين وبحسب رغباتهم كغيرهم من الحجاج القادمين من مختلف دول العالم.
وتسلب الشروط السعودية، التي تمارس التمييز ضد الحجاج القطريين، وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في قطر من حقّها في الإشراف على حجاج دولة قطر ومتابعة أوضاعهم، كما أنها ستتسبب بإغلاق حملات الحج والعمرة القطرية، وقطع مورد رزق المئات من العاملين في هذه الحملات، الذين لحقتهم بالفعل خسائر فادحة، وأغلقت بعض الحملات أبوابها، نظراً لعدم تمكن القطريين من أداء مناسك العمرة والحج للعام الثاني على التوالي.
وكانت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في قطر، قد نفت اتهام نظيرتها السعودية بـ"عدم تمكين دولة قطر المواطنين والمقيمين فيها من الحج والعمرة"، وأكدت في بيان لها، استمرار العراقيل والإجراءات التعسفية التي تفرضها المملكة على قاطني دولة قطر.
ولم يتمكن الآلاف من المواطنين القطريين، والمقيمين في قطر، في شهر رمضان الماضي، من أداء مناسك العمرة، نظراً لإغلاق السعودية لحدودها مع قطر، وعدم تواصل سلطات الحج والعمرة السعودية مع نظيرتها القطرية، واستمرار الشروط التي تفرضها السلطات السعودية على المواطنين القطريين والمقيمين الراغبين بأداء مناسك الحج أو العمرة.
وقال بيان وزارة الأوقاف القطرية إن "باب العمرة والحج عن طريق البر لا يزال مغلقاً تماماً، والتوجه من مدينة الدوحة إلى مدينة جدةّ مباشرة أيضاً غير متاح"، وأنه "تمّ تسجيل حالات عديدة حاولت التوجه للعمرة في الفترة الماضية وتمّ منعها". وجددت الأوقاف القطرية دعوتها "الجهات المعنية في السعودية إلى النأي بالشعائر الدينية عن التجاذبات السياسية".
واتخذت السلطات السعودية مجموعة من الإجراءات التعسفية بحق القطريين الذين كانوا في مكة لتأدية العمرة أثناء شهر رمضان 2017، بعد إعلان السعودية والإمارات والبحرين ومصر قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، حيث طالبتهم بمغادرة الأراضي السعودية، ومنعت طائرات الخطوط الجوية القطرية من الهبوط في مطارات السعودية، وأجبرت المعتمرين القطريين على إلغاء حجوزاتهم في الفنادق التي كانوا فيها.