السعودية تداهم محالّ بيع "بي آوت كيو": إعلان براءة؟

30 سبتمبر 2019
لقطات نشرتها الجزيرة لمقرات "بي آوت" (يوتيوب)
+ الخط -

نفذت الهيئة السعودية للملكية الفكرية حملة مداهمات على المحالّ والشركات، التي تقوم ببيع المنتجات التي تنتهك الحقوق الفكرية للقنوات وشركات الإنتاج العالمية.

وقالت الهيئة في بيان لها إنها "نفذت حملة تفتيشية واسعة النطاق تهدف إلى ضبط المحالّ التي تخالف أنظمة حقوق الملكية الفكرية، وبالأخص نظام حماية حقوق المؤلف".

ونشرت الهيئة على حسابها في موقع تويتر صوراً لمداهماتها لبعض المحالّ والشركات التجارية التي تنتهك حقوق الملكية الفكرية حسب وصفها.



لكن اللافت في هذه الحملة هو تركيزها على مخالفة جميع المحالّ التي تقوم ببيع أجهزة استقبال قنوات "بي آوت كيو" ،التي تأسست في أغسطس/ آب عام 2017 من قبل مقربين من النظام السعودي، وذلك بهدف انتهاك حقوق الملكية الفكرية لمحطة بي إن سبورتس التي تنقل مباريات الدوريات العالمية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.



ونشر منصور الرقيبة، وهو أحد مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي السعوديين عبر حسابه في موقع "سناب شات"، جزءا من عمليات المداهمة التي قامت بها الهيئة المختصة بالملكية الفكرية، وقال عبر مقطع فيديو: "إن مشاهدة مباراة تملك حقوقها قنوات أخرى ممنوعة وستطبق عليك القوانين سواء عبر آي تي في أو عبر بي آوت كيو سبورت" ثم نشر مقطع فيديو آخر لأجهزة استقبال بي آوت مصادرة من بعض المحلات التي تبيعها.

وساد الغضب الكبير الشارع السعودي عقب إعلان "بي آوت كيو" محطة فضائية مغضوباً عليها، حيث اتهم الكثير من المتابعين والمهتمين بالشأن الرياضي الحكومة السعودية بالنفاق. فبعدما كانت تلاحق أي مقهى أو أي محل يبيع أجهزة استقبال "بي إن سبورتس" التي تملك الحقوق الشرعية للدوريات الأوروبية في المنطقة، وكانت تشجع عبر مسؤوليها شراء أجهزة "بي آوت كيو" فإنها اليوم باتت تلاحق من يبيع هذه الأجهزة وتوقع عليه غرامات كبيرة.

وقال كحيلان العتيبي على "تويتر": "لهم سنة يروجون لـ"بي آوت" وفي لحظة يصبح ممنوعاً ويعاقب عليه النظام، أقسم بالله أنه لا يوجد احترام لأي مواطن، يا عالم عيب".



فيما قال المغرد سهم "كانوا يداهمون المحلات والمقاهي لسحب "بي أن سبورت" وكانوا يروجون لجهاز "بي آوت" والآن يدعون انتهاك الحقوق وسحب الجهاز من الأسواق، ما ذنب المواطن الذي خسر بشراء الجهاز؟ لا بد من محاسبة من أنزل الجهاز وروج له وضحك على المواطن الضعيف وسلب حقوقه بدون وجه حق".



فيما دعا مغردون آخرون إلى محاسبة الإعلاميين السعوديين المتورطين في الترويج لأجهزة "بي آوت كيو" المجرّمة رسمياً، والذين قاموا بخداع المواطنين وإيهامهم بأنها أجهزة شرعية، مما تسبب بخسائر مالية كبيرة لهم، وعلى رأسهم الإعلامي الرياضي عبد العزيز المريسل الذي عرف بإساءاته لدولة قطر، وتشجيعه على انتهاك حقوق "بي إن سبورتس" كجزء من الحملة الإعلامية الفاشلة التي كان ينفذها الإعلام السعودي ضد قطر.



وأُنشئت "بي آوت كيو" في أغسطس/ آب عام 2017 أي بعد شهرين من حصار السعودية برفقة الإمارات والبحرين ومصر لدولة قطر. ورغم دعاوى المحطة أنها تبث من دول في أميركا اللاتينية فإن التحقيقات الدولية أثبتت تورط السلطات السعودية فيها، وقيام معلقين رياضيين سعوديين وإماراتيين، من بينهم فارس عوض وفهد العتيبي، بالتعليق على بعض المباريات بأسماء مستعارة بأوامر مباشرة من تركي آل الشيخ، مستشار ولي العهد محمد بن سلمان.

وبعد تزايد الضغوطات الدولية على السعودية وصدور تقرير من الاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"، يدين فيه تورطها بعملية القرصنة وتهديد الاتحادين الإيطالي والإسباني بوقف تعاونهما مع الاتحاد السعودي، تبرأت السعودية من المحطة وسرحت جميع العاملين فيها. وكان القرار الأخير هو ملاحقة كل من يبيع أجهزة الاستقبال الخاصة بهذه المحطة، ليعيش الشارع الرياضي السعودي في حالة قلق وترقب بعد منع أجهزة الاستقبال الشرعية الخاصة بـ"بي أن سبورت" وأجهزة الاستقبال غير الشرعية أيضاً.