وتبادلت الخطوط الجوية السعودية مع هيئة الطيران المدني الاتهامات حول السبب، ففيما أكدت الأولى على أن ما حدث كان بسبب تعطل في السيور التي تنقل الحقائب شددت الثانية على أن زيادة عدد الرحلات دون تنسيق تسبب في تحمل المطار فوق طاقته الاستيعابية، متوعدة الخطوط بعقوبات جراء ذلك.
من جانبها انحازت إدارة المطار لجانب هيئة الطيران المدني مؤكدة على أن ما حدث من فوضى عارمة كان سببه زيادة 28 رحلة إضافية دون تنسق، وقال مدير المطار عبد العزيز أبو حربة على أن المطار وضع خططا سريعة لاحتواء المشكلة، منها زيادة أعداد الأيدي العاملة في مناولة الأمتعة إلى 200 عامل، يفرزون الحقائب يدويا، ويرسلونها إلى الطائرات عبر مركبات، النقل، وأضاف: "بنية المطار لا تستوعب الرحلات الإضافية، إلا أن كافة الجهات ذات العلاقة بالمطار تشاركت لمعالجة الإشكال القائم، لتجاوزه في وقت سريع وبجودة عالية".
من جانب آخر أكدت هيئة الطيران المدني عبر بيان رسمي على أن تكدس حقائب المسافرين وتعطل سير العفش في صالات المطار كان مسؤولية الخطوط الجوية العربية السعودية بشكل مباشر، وقال البيان :"تبين وجود عدد من الإخفاقات والمخالفات، التي تسبب في زيادة عدد من الرحلات الإضافية غير المجدولة للخطوط الجوية العربية السعودية وفي أوقات غير موافق عليها من إدارة المطار، إذ كان يتم السماح ببعض الرحلات الإضافية التي يمكن للمطار استيعابها وفق تنسيق مباشر وآليات واضحة، ولكن أدى غياب التنسيق من قبل الخطوط السعودية وبين إدارة المطار والملاحة الجوية إلى وصول هذه الرحلات تباعًا وإلى تكدس الأمتعة وإرباك لحركة المطار وتفاقم حجم الأزمة".
وشددت الهيئة على أن المطار كان يعمل بطاقة أعلى بكثير من الطاقة الاستيعابية بسبب الإجازة الصيفية، ولم تكن الأجهزة تستطيع تحمل هذه الزيادات للرحلات غير المجدولة"، وتوعدت الهيئة بمحاسبة المقصرين دون استثناء لمواقعهم أو درجاتهم الوظيفية، كما تم إلغاء عدد من الرحلات الإضافية التي لم تحصل الخطوط على موافقة عليها من قبل إدارة المطار.
في المقابل قال المتحدث الرسمي للخطوط الجوية العربية السعودية عبد الرحمن الفهد إن الخطوط السعودية نفذت جميع الإجراءات المطلوبة منها عند تشغيل رحلات إضافية، وقال: "قمنا بالتنسيق مع شركة الخدمات الأرضية وإدارات المطارات وجميع الجهات المعنية، ومن الطبيعي أن يتم تشغيل رحلات في مثل هذا الوقت من الموسم، بسبب بدء الإجازات الرسمية لقطاعات الدولة والقطاع الخاص، وذروة العمرة مع الأيام الأخيرة لشهر رمضان"، وأضاف: "التأثير الأكبر كان في الصالة الثانية، وبسببه أقلعت رحلات دولية وداخلية من دون حقائب بعض الركاب".
وتزامنت حالة التكدس مع إنذار كاذب من أحد الركاب المقيمين تسبب في تأخير رحلة دولية، دون قصد، بعد أن مازح صديق له زاعما أنه يمتلك حزاماً ناسفاً، الأمر الذي دعا أحد، المواطنين إلى التبليغ عنه، واتضح أخيراً أنها كانت مجرد دعابة ثقيلة، بيد أن إدارة المطار أكدت على أن الفوضى التي حصلت كانت بمعزل عن هذه الحادثة التي تسببت في القبض على الراكب المازح والتحقيق معه، قبل الإفراج عنه لاحقا.