أفاد حساب "معتقلي الرأي" المهتم بالنشطاء المعتقلين في السعودية على تويتر، اليوم الجمعة، بتوارد أنباء عن وفاة الداعية والمفكر الإسلامي السعودي سفر الحوالي داخل السجن، إثر تدهور شديد في صحته.
وجاء في تغريدة لحساب "معتقلي الرأي" اليوم الجمعة، "أنباء عن وفاة الشيخ #سفر_الحوالي إثر تدهور شديد في صحته داخل السجن بعد حرمانه من أي رعاية صحية منذ اللحظات الأولى لاعتقاله تعسفياً.. بدورنا نحمل السلطات السعودية المسؤولية الكاملة عن حياته ونطالبها بالكشف فوراً عن مصيره. (وحال تأكد الخبر سننشر لكم ذلك فوراً)".
— معتقلي الرأي (@m3takl) September 27, 2018
" style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
— معتقلي الرأي (@m3takl) September 27, 2018
|
واعتقلت السلطات السعودية الحوالي الذي يعد من أبرز وجوه "تيار الصحوة"، وعدداً من أبنائه، وفق ما أعلن حساب "معتقلي الرأي"، في 12 يوليو/ تموز الماضي، وذلك بعد أيام من نشره كتابه الضخم "المسلمون والحضارة الغربية"، الذي هاجم فيه السلطات السعودية والأسرة الحاكمة وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد.
وقال حساب "معتقلي الرأي" في حينه، إنّه تمت مداهمة منزل الشيخ الحوالي، وتمت تغطية عينيه وتقييده هو وابنه إبراهيم، وترويع الأطفال الموجودين في المنزل، ومصادرة الهواتف المحمولة والأجهزة الإلكترونية.
واعتقل الشيخ الحوالي برفقة أبنائه عبدالله وإبراهيم وعبدالرحمن.
وانتشرت نسخة إلكترونية من كتاب ضخم مكون من 3000 صفحة يحمل عنوان "المسلمون والحضارة الغربية"، من تأليف الحوالي، وهاجم فيه الأسرة الحاكمة التي قال إنّها "تضيع الأموال على مشاريع وهمية"، كما هاجم تقرّب ولي العهد محمد بن سلمان من إسرائيل، ووصف هذا التقارب بـ"الخيانة"، وشدد على ضرورة الابتعاد مما سماه "نهج بن زايد في الإمارات".
يُذكر أنّ الحوالي الذي حصل على شهادة الدكتوراه في الأديان والعقائد، وكان أحد أهم مفكري ما يعرف بـ"الصحوة" في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، وأحد مؤيدي نظرية صراع الحضارات بين العالمين الإسلامي والغربي، وأشد المعادين للوجودَين الأميركي والإسرائيلي في المنطقة، تعرّض للسجن منتصف تسعينيات القرن الماضي، مع عدد كبير من أبناء "تيار الصحوة" بسبب اعتراضهم على دخول القوات الأميركية إلى البلاد، ومطالبتهم بعدد من الإصلاحات السياسية والاقتصادية.
وتدهورت صحة الحوالي نتيجة نزف دماغي أُصيب به عام 2005، كما تم تداول معاناته من كسر في الحوض وصعوبات بدنية أخرى.
ومنذ مطلع سبتمبر/ أيلول 2017، شنّت السلطات السعودية حملة اعتقالات واسعة ضد "تيار الصحوة"، أكبر التيارات الدينية في البلاد، حيث بدأت الحملة باعتقال الداعية سلمان العودة، وعوض القرني، فضلاً عن العشرات من الدعاة والإعلاميين والكتّاب الصحافيين.
وبدأت المحكمة الجزائية المتخصصة، وهي محكمة أنشئت عام 2008 لقضايا الإرهاب، محاكمة معتقلين، وفق ما ذكرت صحف سعودية مؤخراً، وطالبت النيابة العامة بإعدام بعضهم بتهمة الانتماء لجماعات متطرفة.
ووفق حساب "معتقلي الرأي" المهتم بملف المعتقلين في السعودية، فإنّ المتهمين الذين بلغ عددهم 15 متهماً حتى الآن، خضعوا لمحاكمات سرية في المحكمة الجزائية المتخصصة، ولم يتمكّنوا من تعيين محامين للدفاع عنهم، كما أنّ إجراءات المحكمة كانت "هزلية وغير عادلة".
(العربي الجديد)