وصف رئيس المجلس الرئاسي لحكومة "الوفاق" الليبية فايز السراج، مساء السبت، الحملة العسكرية التي أعلنها اللواء المتقاعد خليفة حفتر تجاه العاصمة طرابلس، بأنّها "انقلاب" على الاتفاق السياسي، مشدداً على أنّ الأخير "لن يجد إلا الحزم والقوة".
وفي كلمة متلفزة تعليقاً على التطورات الأخيرة في طرابلس، قال السراج إنّه "عندما بدأ الحل السياسي في ليبيا يلوح في الأفق، تعرضّنا لطعنة في الظهر من قبل خليفة حفتر".
وحذر من أنّ "حفتر يرسل أبناء ليبيا لمصير مجهول، ويقوض جهود حل الأزمة، ويدفع لسفك الدماء".
وتابع "في هذه الظروف التي فرضت علينا نطمئن المواطنين على أرواحهم"، مضيفاً أنّ "الصراع ليس جهوياً أو قبلياً، وندعو كل الليبيين إلى تغليب مصالح الوطن وأمنه".
وقال "مددنا يدنا للسلام، وعملنا بشكل مكثف مع البعثة الأممية لدعم المؤتمر الوطني، وتفاجأنا بتحرك عسكري من حفتر ضاربًا بعرض الحائط معاناة الليبيين في مكافحة الإرهاب".
وتعهد السراج بأنّه "سيتم تقديم كل المتورطين في أعمال إزهاق الأرواح للقضاء المحلي والدولي"، مشدداً على "ضرورة تغليب وحدة الصف لانتشال ليبيا من هذا الظرف".
ودعا السراج المجتمع الدولي إلى "عدم المساواة بين المعتدي وبين من يحمي الدولة المدنية"، مطالباً الدول التي تدعم حفتر، من دون أن يسميها، بوقف هذا الدعم، ومتوجهاً لها بالقول "توقفوا عن التدخل في شؤوننا واتقوا الله في دماء الأبرياء".
وأعلن حفتر، الخميس، إطلاق عملية عسكرية لاقتحام العاصمة طرابلس، قبل 10 أيام من انطلاق مؤتمر الملتقى الوطني الجامع بمدينة غدامس، جنوب غربي ليبيا، تحت رعاية الأمم المتحدة.
وأكد المبعوث الأممي لدى ليبيا غسان سلامة، اليوم السبت، أنّ الأمم المتحدة تحاول وقف تصعيد الأزمة الليبية.
وقال في مؤتمر صحافي من طرابلس، إنّ البعثة عازمة على عقد الملتقى الوطني الجامع في غدامس في موعده المقرر بين 14 و16 إبريل/نيسان الجاري رغم التصعيد العسكري الحالي.