صدر، اليوم الأربعاء، الحكم على قاتل الصحافية السويدية كيم فال، بيتر مادسن، في محكمة كوبنهاغن، بالسجن المؤبد، بعد الاستماع لأكثر من 215 شاهداً والمكوث ألف ساعة بحثاً عن الأدلة وتلقي معلومات من أكثر من ألف إنسان و5 آلاف صفحة في القضية، رغم إنكاره المستمر طيلة جلسات المحاكمة قتلها مصراً على اعتبار ما جرى "مجرد حادث".
واستند الادعاء على أدلة ورطت مادسن بشكل مباشر من خلال الحمض النووي والأدوات التي حملها على متن الغواصة وتقطيع جثة فال ومحاولة إخفاء أعضاء جسدها في المياه الفاصلة بين السويد والدنمارك، إثر ركوب الصحافية الشابة معه على متن الغواصة التي اخترعها لعقد لقاء صحافي في 10 أغسطس/آب العام الماضي، قبل أن يغرق غواصته في اليوم التالي مدعياً أن "حادثاً قد وقع على متنها أغرقها".
وأنكر مادسن وجود آخرين غيره على متن الغواصة، لكن تبين كذبه بعد عرض صور هواة تظهره برفقة فال في الوقت الذي ادعى أنها غادرتها.
وكانت الأدلة التي كشف عنها الادعاء رسمت صورة سادية ومريضة لهذه المخترع الذي أرسل لزوجته رسالة نصية بعد قتل الصحافية وكأنه "مستمتع بوقته"، وفق ما جاء في مرافعة الادعاء العام في الدنمارك.
ولم تنفع كل محاولات دفاع مادسن الحصول على حكم مخفف أو علاجي لموكلهم والادعاء بأن ما قام به كان على خلفية تشوش ولم يدرك سوى عمل ما تعلمه كبحار "أي دفن الموتى في عرض المياه"، إذ ذهب الادعاء إلى الكشف عن أنه تصرف عن سبق إصرار وتصميم واعتدى عليها جنسياً، بعد أن أبدت رفضا له "وهو أنكر أساسا أنها كانت معه حين أغرق الغواصة".
وشكلت قضية مقتل الصحافية فال بهذا الشكل البشع محل اهتمام ومتابعة كبيرة في الأوساط الصحافية والأوروبية، ومتابعة شعبية كبيرة في الدنمارك والسويد.