جدد وزير الدولة السعودي لشوؤن الخليج العربي، ثامر السبهان، مهاجمة "حزب الله" اللبناني وإيران عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وللمرة الثانية خلال أيام قليلة.
وقال السبهان، اليوم الجمعة، إن "إيران وابنها البكر حزب الشيطان (حزب الله) هما منبع الإرهاب والتطرف في العالم، وكما تعامل العالم مع "داعش" لا بد من التعامل مع منابعه"، وأضاف: "شعوبنا بحاجة للسلام والأمن"، وذلك بعد موقف سجله الوزير السعودي في الرابع من الشهر الجاري، اعتبر فيه أن "ما يفعله حزب الشيطان (حزب الله) من جرائم لاإنسانية في أمّتنا سوف تنعكس آثاره على لبنان حتما، ويجب على اللبنانيين الاختيار معه أو ضده. دماء العرب غالية".
وانعكس هذا الموقف سريعاً من خلال سجال غير مباشر بين وزير الشباب والرياضة اللبناني (أحد ممثلي "حزب الله" في الحكومة)، محمد فنيش، ورئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، خلال جلسة مجلس الوزراء التي انعقدت أمس الخميس.
وبينما استخف فنيش بتصريحات السبهان، عبر إنكاره لمعرفته باسم وبصفة السبهان، خصص الحريري جزءاً من كلمته في الجلسة للمطالبة بـ"الابتعاد عن توتير الأجواء مع كل الأصدقاء، وخصوصاً الأشقاء، والبحث عن حماية مصلحة لبنان واللبنانيين"، كما أكد أن "لبنان جزءٌ فاعلٌ من التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب، وهو ليس جزءاً من أي محور، بل هو يقوم بدوره ويتحمل مسؤولياته في حماية شعبه وحدوده وسيادته من خلال قواه الأمنية الذاتية".
وجدد رئيس الحكومة اللبنانية القول إن "انتهاج سياسة النأي بالنفس وتحييد لبنان عن الصراعات الدائرة في المنطقة كان خياراً مبدئياً".
ويمثل السبهان أحد أوجه التصعيد في ملف العلاقات السعودية- الإيرانية، وسبق أن شغل منصب سفير السعودية في العراق، قبل أن تطلب السلطات العراقية استبداله بسبب تصريحاته وتحركاته السياسية في البلد.
وسبق لوزير الدولة السعودي أن زار لبنان خلال مفاوضات التسوية السياسية التي أدت لانتخاب ميشال عون رئيسا مقابل عودة سعد الحريري إلى رئاسة الحكومة. وأكدت مصادر سياسية مُتعددة يومها أن السبهان لعب دوراً مُباشراً في إقناع نواب "تيار المستقبل" بالتصويت لميشال عون خلال جلسة انتخاب الرئيس نهاية العام الماضي. ويزور السبهان لبنان بشكل شبه دوري، وتبقى لقاءاته التي تمتد طوال أيام بعيدة عن الأضواء.