أجرى أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، مع الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي، في الدوحة اليوم الأربعاء، جلسة مباحثات رسمية، تم خلالها استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين، والسبل الكفيلة بدعمها وتطويرها.
وأشاد أمير قطر، خلال اللقاء بـ"حكمة القيادة التونسية في إنجاح المسار الانتقالي الفريد من نوعه في الوطن العربي"، مجددا عزم بلاده "مواصلة دعم التجربة التونسية في كل المجالات، بينها جهود الدولة في التنمية والتشغيل"، مشددا على عمق العلاقة بين البلدين.
بدوره، أشاد السبسي، بوقوف دولة قطر الدائم والمتجدد إلى جانب تونس، متطلعا إلى مزيد من تدعيم التعاون الثنائي بين البلدين، لما فيه خير الشعبين، مثمّنا مبادرة أمير قطر بخصوص تنظيم مؤتمر دولي حول دعم الاقتصاد التونسي.
وكان في حوار مع وكالة الأنباء القطرية أمس الثلاثاء، قد أشار الرئيس التونسي إلى"الدعم الكبير الذي تقدمه دولة قطر لبلاده منذ الثورة وحتى الآن"، واصفا هذا الدعم بـ"المتميز".
وفي ما يتعلق بالأزمات التي يعيشها عدد من الدول العربية، ليبيا وسورية واليمن، أكد "وجود تطابق في وجهات النظر والمواقف بين البلدين، بشأن العديد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها الأزمة في ليبيا، التي تؤثر بشكل مباشر على الأوضاع في تونس، نظرا لعلاقات الجوار بين البلدين وطول الحدود المشتركة التي تمتد مئات الكيلومترات".
واعتبر أن "الهجوم الإرهابي على مدينة بن قردان الحدودية في جنوب تونس، يشكل مؤشرا واضحا لتأثير الأوضاع في ليبيا على تونس، نظرا لوجود العديد من المليشيات المسلحة ووجود إرهابيين تونسيين، ينتمون إلى تنظيم داعش هناك".
وفي هذا السياق، جدد السبسي دعم بلاده لرئيس حكومة الوفاق الوطني الليبي، فائز السراج، المدعوم من قبل الأمم المتحدة، والذي استقبله في تونس مؤخرا.
وبشأن الأزمة السورية، وصف الرئيس التونسي ما يحدث هناك بـ"المأساة الكبرى، وبأن الوضع وصل إلى الحد الأقصى، نتيجة التدمير الشديد الذي شهده البلد"، مشيرا إلى أن هذه "الأزمة أخذت أبعادا أخرى، نتيجة دخول روسيا عسكريا في الداخل السوري، وما ترتب على ذلك من تغير في الموازين، خاصة مع تعاون الولايات المتحدة الأميركية مع روسيا في هذا الشأن".
وفي الملف اليمني، رأى السبسي أن "من حق الدول المجاورة لليمن، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية، أن تقوم بعمل استباقي، خشية امتداد آثار الأزمة إليهم"، مشددا على "وجوب أن تفهم إيران أنها دولة من دول المنطقة، ولا بد أن تتعامل مع الجيران تعاملا حضاريا، لأن من يهيئ للمستقبل، يجب أن يكون في أجواء تعاون وليس في أجواء تصادم".
وتأتي زيارة الرئيس التونسي لقطر بدعوة رسمية من الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وتستمر ثلاثة أيام، وهي الأولى له منذ توليه السلطة في تونس. وسبق للرئيس التونسي أن قام، منذ وصوله للرئاسة قبل سنة وخمسة أشهر، بجولتين في الخليج، شملت الأولى المملكة العربية السعودية، وخصصت الثانية لدولتي الكويت والبحرين.
ووفق الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية التونسية، معز السيناوي، فإن الزيارة تندرج ضمن حرصه على تفعيل العلاقات مع دول الخليج، وأن تونس تأمل في تفعيل العلاقات مع الخليج، على أساس تفعيل الشراكة الاقتصادية على قاعدة الاستثمار المربح للطرفين.