السبسي يطالب بوقف الاقتتال في ليبيا

10 ابريل 2019
+ الخط -
طالب الرئيس التونسي، الباجي قائد السبسي، بوقف الاقتتال بين أبناء الشعب الليبي لتجنيب الشعب الليبي ويلات الحرب الأهلية، وذلك في اتصال هاتفي اليوم مع كلّ من رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني في ليبيا، فائز السراج، والممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى ليبيا، غسان سلامة.

ودعا خلال الاتصال إلى "ضرورة تجنّب التصعيد العسكري في ليبيا وإنهاء الاقتتال بين أبناء الشعب الواحد"، وحث جميع الأطراف على "الالتزام بالتهدئة وضبط النفس وتغليب الحوار لتجنيب الشعب الليبي الشقيق مزيداً من الخسائر والمعاناة".

وشدّد رئيس الجمهورية، بحسب بيان صادر عن الرئاسة التونسية، على "أهمية الحفاظ على المسار السياسي لحلّ الأزمة في ليبيا برعاية الأمم المتحدة، بما يُعيد إلى هذا البلد الشقيق أمنه واستقراره ويُجنّبه ويلات الفرقة والتطاحن، مجدّداً في هذا الصدد دعم تونس للجهود الأممية لإيجاد تسوية سياسية شاملة في ليبيا".

ويرى مراقبون أن اتصال السبسي بجهة واحدة من طرفي النزاع الليبي إشارة إلى أن تونس تتعاطى مع الجهة الرسمية المعترف بها أممياً، وبالرغم من أن مبادرة تونس الثلاثية مع مصر والجزائر تقوم على تجميع قوى الخلاف الليبي؛ السراج واللواء خليفة حفتر، معاً إلى طاولة حوار بهدف إيجاد حل سياسي سلمي يفضي إلى تسوية بعيداً عن الحل العسكري والتدخل الخارجي.

وقال محمد بن صوف، عضو اللجنة الدائمة لشؤون الأمم المتحدة بالاتحاد البرلماني الدولي، في تصريح لـ"العربي الجديد" إن مواقف ولقاءات الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس قبل مغادرة ليبيا دون التوصل إلى حل، وما نقله من مخاوف من تداعيات تطور النزاع المسلح بين الأشقاء الليبيين، تنبئ بخطر داهم وجب الاستعداد له جيداً درءاً لكارثة إنسانية.

وأضاف أن "المعطيات تكشف مدى خطورة الوضع وهو ما يبعث على الانشغال والخوف، فليبيا أمام مفترق طرق خطير قد يعصف بمبادرة التسوية السلمية تحت مظلة الأمم المتحدة برعاية المبعوث الخاص غسان سلامة".
ودعا بن صوف "حكماء ليبيا إلى حقن دماء الأبرياء وضبط النفس بين مختلف الفرقاء وإقناع أطراف النزاع بالعودة إلى طاولة الحوار والتخلي عن الحل العسكري الذي لن يؤدي إلا إلى خيبات وأزمات وخسارات يعود وبالها على الشعب الليبي الشقيق أولاً وأخيراً".
وبين أن "موقف تونس ثابت ومتأصل من الأزمة الليبية بمساندة أي توجه للحوار والتوافق في إطار حل ليبي - ليبي، مع الاعتصام بالشرعية الأممية والقانون الدولي والحلول السياسية لتجاوز الخلاف، وأن تونس ملتزمة بالوقوف إلى جانب الشعب الليبي دائما وأبدا... فنحن شعب واحد في بلدين"، على حد تعبيره.
من جانب آخر دعت تونس جميع الأطراف في ليبيا إلى الوقف الفوري للاقتتال وإلى ضبط النفس وتغليب لغة الحوار، مؤكدة في بيان صادر عن وزارة الخارجية أن تونس "تؤكد مجددا أنه لا حل عسكرياً للأزمة الليبية، داعية الأطراف الليبية إلى الحفاظ على المسار السياسي برعاية الأمم المتحدة وتوفير كل ظروف نجاح المؤتمر الوطني الجامع، كمرحلة أساسية على طريق التوصل إلى حلّ سلمي توافقي يعيد لليبيا أمنها واستقرارها ويجنب الشعب الليبي مزيداً من الفرقة والتطاحن".
وجاء في بيان صادر عن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية تلقيه مكالمة هاتفية من رئيس الجمهورية التونسية "تناولت تداعيات العدوان الذي تتعرض له العاصمة طرابلس"، مشيرا إلى أن الرئيس التونسي عبر "عن رفض بلاده القاطع لهذا العدوان الذي يزعزع الاستقرار ويهدد حياة المدنيين، ودعا السيد السبسي القوات المعتدية إلى الوقف الفوري للعدوان والعودة إلى مواقعها السابقة" حسب البيان.
وأضاف المصدر نفسه بأن السراج أعرب خلال المكالمة عن "شكره للرئيس السبسي ولموقف تونس الشقيقة، مؤكداً العزم على مقاومة هذا العدوان بكل قوة".