أعلن الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي مساء اليوم الثلاثاء في كلمة إلى التونسيين أنه بعد التشاور مع رئيسي الحكومة ومجلس النواب تم فرض حالة الطوارئ ومنع التجول بداية من الساعة التاسعة مساء، وذلك لمدة ثلاثين يوماً.
و جاءت هذه الكلمة إثر انفجار حافلة تابعة للأمن الرئاسي أدت إلى مقتل 12 أمنياً وجرح 17 آخرين، وكان يُفترض سابقاً أن تتناول جملة من المواضيع التي تهم الشأن الوطني، غير أن الاعتداء الإرهابي النوعي الذي ضرب وسط العاصمة تونس غيّر محاور هذا الخطاب.
وقال السبسي، والذي ألغى زيارة مقررة إلى سويسرا بداية من الغد، إن الرعب سينتقل إلى صفوف الإرهابيين، مذكراً باستعداد تونس بكل إمكاناتها لكسب حربها ضد الإرهاب.
وأشار إلى أن الحكومة تعد استراتيجية جديدة لمقاومة الإرهاب، مطمئناً التونسيين بالانتصار في هذه الحرب.
ودعا السبسي الإعلاميين إلى عدم ترويع التونسيين بنشر أخبار غير مؤكدة، وقد جدّ الحادث في توقيت وزمان خطيرين جداً، إذ تم في قلب العاصمة تونس، وفي توقيت يشهد خروج مئات آلاف التونسيين من مقرات عملهم بعد انتهاء الدوام الإداري، وعادة ما تشهد الشوارع المحيطة بمكان العملية اكتظاظاً مرورياً خانقاً، وكان يمكن أن يؤدي انفجار الحافلة إلى انفجارات متتالية وحالة ذعر في السيارات المحاذية، وربما كان يؤدي إلى حصيلة أكبر في صفوف المدنيين أيضاً.
وعلى الرغم من أن وزارة الداخلية أعلنت صبغة الاعتداء الإرهابي إلا أنها لم تعلن حتى الآن عن تفاصيلها.
واستهدف الانفجار حافلة تابعة للأمن الرئاسي مهمتها نقل الأمنيين من وسط العاصمة إلى أماكن أخرى من بينها ربما القصر الرئاسي.
وأجمع كل المتخصصين من المحللين الأمنيين على أن الحادث إرهابي بامتياز، وخصوصاً أن شهود عيان أكدوا أن الجزء الأكبر الذي تضرر من الحافلة هو الجزء الأمامي، ما يرجح في نظر المحللين إمكانية عملية انتحارية أو تفجير لغم كبير.
وشهدت كل الفرق الأمنية حالة استنفار قصوى واتخذت الداخلية إجراءات سريعة لتشديد الإجراءات حول عدد من المؤسسات الحساسة مثل مطار قرطاج الدولي، وشهد مكان الحادث وصول عدد كبير من سيارات الإسعاف والباحثين المختصين لمحاولة فهم طبيعة الحادث التي لم تتحدد بعد.
وتحوّل رئيس مجلس نواب الشعب محمد الناصر إلى المستشفى العسكري للاطمئنان على حالة الجرحى في حين تحول رئيس الحكومة ووزير الداخلية إلى مكان الحادث.
الغنوشي: معركة وجود
وعلى إثر العملية الإرهابية التي وصفها بالدنيئة، اتصل الشيخ راشد الغنوشي بالرئيس الباجي قايد السبسي وعبّر له عن تعزيته له في ضحايا قواتنا الأمنية الباسلة الذين ارتفعوا شهداء بيد الغدر.
كذلك عبّر له عن كل الدعم في مواجهة هذه الآفة الخطيرة، مؤكداً أنه يجب مواجهة الإرهاب دون هوادة وبصف وطني موحد.
واتصل الشيخ راشد أيضاً برئيس الحكومة السيد الحبيب الصيد ووزير الداخلية السيد ناجم الغرسلي.
وقال الغنوشي في تصريح للتلفزيون الرسمي إنها معركة وجود وليست معركة مناكفات، فإما أن يربح الجميع أو أن يخسروا، مستدركاً، ولن تخسر تونس لأن الإرهابيين سينهزمون وستنتصر تونس.
وأكد الغنوشي أن الحق سينتصر على هؤلاء المجرمين الذين لا دين لهم، لأن الإرهاب يستهدف الجميع ولا بد من وحدة وطنية تترفع عن الأحزاب لدحر هذا الخطر الذي يتهدد العالم، وأثنى الغنوشي على موقف اتحاد الشغل الذي ألغى كل إضراباته ودعا رجال الأعمال إلى رد المبادرة بالمثل، وشدّد الغنوشي على ضرورة الثقة في الرئيس وفي الحكومة في هذه الحرب على أعداء الدين والوطن الذين يستهدفون الثورة التونسية.
اقرأ أيضاً: تونس: ارتفاع عدد ضحايا تفجير الحافلة إلى 12 قتيلاً