شهدت بعض مناطق الشمال السوري، الواقعة على الحدود مع تركيا، وخصوصاً أطمة والدانا وأعزاز، زيجات عدة من مهاجري عناصر تنظيم "داعش"، الذين ينتمون إلى جنسيات مختلفة، وخصوصاً في مراحل سيطرة التنظيم على هذه المناطق.
ويقدّر الأهالي عدد هذه الزيجات بحوالى 300،انتهى أكثر من نصفها بالطلاق بعد أيام قليلة. وتقول بعض الفتيات اللواتي أقدمن على خطوة مماثلة، ورفضن الكشف عن أسمائهن، إنهن لم يجبرن على الزواج، فيما تؤكد أخريات أنهن "دفعن إلى ذلك من قبل آبائهن طمعاً في المال، أو رغبة في التقرب من قياديي التنظيم وتوسيع نفوذهم بين أوساط المجتمع المحلي في تلك القرى والبلدات".
وبحسب أهالي أطمة، فقد زفّت المنطقة 50 فتاة، معظمهن من عائلة واحدة. أما في أعزاز، فلجأت أكثر من 60 عائلة إلى تزويج بناتها إلى مهاجري "داعش" خلال فترة نفوذه في المدينة.
أولى هذه الزيجات كانت في أطمة، اختارت إحدى العائلات تزويج ابنتها إلى "أبو البنات"، الذي سيطر على بلدة المشهد في الشمال السوري، وجعل منها إمارة إسلامية.
وبحسب بعض الأقارب، طلّق الأخير زوجته بعد يومين فقط دون الإفصاح عن الأسباب، ما تسبب بموت والدها في جلطة قلبية.
ولم تتردّد عائلة أخرى في القرية نفسها في تزويج بناتها الثلاث إلى مهاجرين أجانب، وفي هذه الحالة أيضاً، طلقهن رجال "داعش" بعد أسبوع.
أما في بلدة الدانا، فتقدّرعدد الزيجات المعلنة من المقاتلين الأجانب بنحو 30، ويبدو أن مصير بعضها ما زال مجهولاً، خاصة بعد خروج التنظيم منها. ويشير الأهالي لـ "العربي الجديد" إلى أن بعض عناصر "داعش" يقصدون بيوت "الأرامل" طلباً للزواج، لكن ينجح أفراد العائلة أحياناً في إقناعهم بأن الأرملة كبيرة في السن، وإضافة إلى طرق باب الأرامل، يلجأ آخرون إلى اللحاق بالنساء في الشارع، مرددين: "أريد زوجة".
ويضيف الأهالي أن "بعض عناصر التنظيم يبررون الطلاق بالقول: السوريون يرتضون لأنفسهم الجميلات، ويزوجون المهاجرين القبيحات".