الرياض وموسكو: إبعاد النفط عن السياسة ولا خفض للإنتاج

23 نوفمبر 2014
السعودية تتحرك قبل اجتماع أوبك الشهر الجاري (أريف/getty)
+ الخط -
اتفقت السعودية وروسيا، من أكبر منتجي النفط في العالم، على إبعاد ملف النفط عن السياسة وترك أسعاره لقوى العرض والطلب، ويعدّ الاتفاق تحدياً كبيراً لدول كبرى منتجة للنفط تسعى إلى خفض الإنتاج في مسعى منها لوقف نزيف خسائرها الناجم عن تراجع سعر النفط أكثر من 30% خلال الخمسة أشهر الأخيرة.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، أمس، "يجب ترك أسواق النفط حرة من محاولات تأثير السياسة والعوامل الجيوسياسية"، إلا أن المصادر الروسية نسبت إلى لافروف قوله عقب اجتماعه مع وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في موسكو، "مصدّرو النفط لهم الحق في اتخاذ إجراءات لتصحيح العوامل غير الهادفة في سوق النفط".
 
وتعد روسيا من أكثر الدول النفطية المتضررة من تدهور أسعار النفط، حيث يعتمد دخلها بنسبة 50% على مبيعات النفط والغاز. وأثيرت تكهنات الأسبوع الماضي أن موسكو تسعى لإقناع السعودية، أكبر منتج للنفط في العالم، باتخاذ خطوات لرفع أسعار النفط عبر خفض الانتاج.
 
وجاءت زيارة سعود الفيصل لموسكو قبيل اجتماع منظمة "أوبك" في فيينا الأسبوع المقبل، ووسط توقعات واسعة بأن السعودية ودول الخليج ستقنع أعضاء المنظمة بإبقاء سقف الإنتاج الحالي دون تغيير، لتفادي الدخول في خلافات حول توزيع الحصص، وفى المقابل تدور تكهنات متزايدة بأن أوبك ستعمل على خفض إنتاجها لوقف انهيار السوق الذي أفقد الأسعار نحو 30% منذ يونيو / حزيران.
 
وحسب إحصائيات تجارية في لندن، فقد أنتجت أوبك 30.97 مليون برميل يومياً في أكتوبر/تشرين الأول. وهو ما يفوق سقف إنتاج المنظمة بحوالي مليون برميل تقريباً. وتنتج أوبك حوالي 40% من إجمالي الإنتاج العالمي.

وقال محللون لـ" العربي الجديد" إن التحسن المفاجئ في أسعار النفط نهاية الأسبوع يعود لثلاثة أسباب، منها أولاً: خفض المركزي الصيني أسعار الفائدة للمرة الأولى في أكثر من عامين لإنعاش السوق وتقليص تكاليف الاقتراض ودعم الاقتصاد الذي يتجه صوب أبطأ نمو سنوي في 24 عاماً، وهي رسالة بأن الطلب الصيني على النفط سيرتفع، وعزز خفض الفائدة أجواء التفاؤل بين متعاملي النفط الذين يتوقعون أن تتفق أوبك على خفض الإنتاج لتعزيز الأسعار.

والثاني: تصريحات البنك المركزي الأوروبي بأنه سيتخذ خطوات لتحفيز اقتصاد منطقة اليورو، والثالث يعود إلى موجة البرد المبكرة التي ضربت أميركا وأوحت للمضاربين أن شتاء هذا العام ربما يكون بارداً وينعش الطلب الخاص بوقود التدفئة.

المساهمون