الركود يسيطر على أسواق الإسكندرية..رغم احتفالات عيد الأم

20 مارس 2015
ركود في الأسواق وإقبال على الذهب بالإسكندرية (أرشيف/getty)
+ الخط -

تشهد أسواق محافظة الإسكندرية، ثاني أكبر المدن المصرية، حالة من الارتباك والعشوائية مع قرب موعد عيد الأم الذي يصادف يوم 21 مارس/آذار الجاري.

ورغم الإقبال الملحوظ من المواطنين على شراء مختلف أنواع الملابس والأجهزة المنزلية والمشغولات الذهبية لتقديم الهدايا في هذه المناسبة للأمهات، يشتكي أصحاب المحال التجارية

والعاملون بها من استمرار حالة الركود التي ضربت مبيعاتهم في الآونة الماضية رغم تقديمهم عروضاً وتخفيضات تتراوح بين 10% إلى 40% لتنشيط المبيعات قبيل الاحتفال السنوي.
 
وتقول سهام حسن، موظفة، "أحرص سنوياً على شراء هدية عيد الأم لوالدتي ولمدرسات أولادي، لكن للأسف فوجئت هذا العام بارتفاع الأسعار التي اضطرتني الى الاكتفاء بشراء هدايا رمزية تتناسب وقدراتي الاقتصادية".

وأشارت إلى تزايد الإقبال على شراء الأدوات المنزلية والملابس والمشغولات الجلدية كهدايا خلال احتفال عيد الأم لانخفاض أسعارها مقارنة بالأجهزة والسلع الأخرى، كما تعتبر أيضاً من الهدايا المناسبة وفي متناول الجميع خاصة المقبلين على الزواج الذين ينتظرون هذه المناسبة لشراء احتياجاتهم.

واتفق معها حسن نعمان موظف من شرق الإسكندرية، مؤكداً على وجود عروض ومنتجات كثيرة تغري الموطن بالشراء، إلا أن الارتفاع والمبالغة في الأسعار التي زادت بنسبة تتراوح بين 10و20% مقارنة بالعام الماضي تسببا في إحجام الكثير عن الشراء.

وحذر نعمان من استغلال بعض التجار وأصحاب المحال مناسبة الاحتفال بعيد الأم في عرض وتقديم منتجات رديئة وغير مطابقة للمواصفات وتعليق لافتات للتخفيضات والعروض الوهمية على واجهات المحال، وهو ما نجده في اختلاف أسعار نفس السلعة من محل إلى آخر، مطالباً الجهات الرقابية المعنية بمراقبة الأسواق والتحقق من مدى التزام المحال بالتخفيضات المعلنة ومعاقبة المخالفين لها.

وقال أدهم حسن، صاحب إحدى محلات الأدوات المنزلية في منطقة الورديان بالإسكندرية، إن الإقبال على شراء هدايا عيد الأم لهذا العام، أقل من المتوسط، رغم اقتراب موعده، مشيراً إلى أن أغلب المحال لجأت إلى إجراء خصومات على البضائع لمواجهة الكساد في البيع، إلا أن الأمر لم يتحسن.

وأشار تاجر الملابس في منطقة المطار وسط المدينة جمعة عبد العاطي، إلى أن الزبائن أحجموا عن شراء الملابس ذات الأسعار المرتفعة، واتجهوا لشراء البضائع الرخيصة مثل الجوارب والشنط وخلافهما، مرجعاً ذلك إلى الحالة الاقتصادية المتعثرة التي يعاني منها غالبية المواطنين.

وأردف أشرف محمد، بائع العطور في ذات المنقطة، قائلاً إن عيد الأم كان موسماً هاماً لغالبية التجار لترويج بضائعهم والتسبب في حالة من الانتعاش للسوق المصري، إلا أنه على مدار العامين الجاري والماضي شهدت الأسواق أصعب أنواع الركود، الأمر الذي أدى إلى خسائر كبيرة بين التجار.

وقال لويس عطية خليل رئيس شعبة الملابس الجاهزة بغرفة تجارة الإسكندرية إن حركة البيع داخل الأسواق هادئة رغم مواكبتها لعيد الأم الذي ينتظره التجار سنوياً، مشيراً إلى أن هذه الحال مستمرة منذ 4 سنوات أي عقب اندلاع ثورة 25 يناير 2011 وهو ما دفع العديد منهم إلى إجراء تخفيضات ساهمت في زيادة المبيعات بنسبة تتراوح بين 5% و10% وهي نسبة مخيبة للآمال حسب تعبيره.

وأكد إبراهيم عوض، تاجر بمنطقة غرب، أن الازدحام الذي تشهده الأسواق هذه الأيام بدون فائدة، فالكثير من الناس تذهب للسوق للفرجة أي المشاهدة والتسلية وغالبيتهم غير جادين ويفكرون كثيراً قبل الشراء بسبب ارتفاع الأسعار.

وأشار عوض إلى أن العديد من التجار وأصحاب المحلات تنافسوا فيما بينهم وبدون اتفاق على تقديم تخفيضات على منتجاتهم لتنشيط مبيعاتهم وجذب الزبائن في ظل حالة الركود التي تطل على الأسواق منذ فترة، ورغم ذلك لم يحدث تغير كبير، واقتصر الإقبال على الأصناف الأقل ثمناً كالهدايا التي لم تفلح في تعويض خسائر الفترة الماضية، موضحاً أن التخفيضات على تلك

الأصناف تتراوح بين 10 إلى 40 % لجذب المستهلكين.

وفي مقابل ركود أسواق السلع، رصد سيد الشرقاوي رئيس شعبة الذهب بغرفة تجارة الإسكندرية، إقبالاً شديداً على شراء الذهب والفضة لتقديم هدايا عيد الأم، وقال لإن عيد الأم أنعش سوق الذهب مقارنة بالفترات الماضية ولجأ الكثير من المواطنين إلى الاستفادة من انخفاض الأسعار في شراء احتياجاتهم من المعدن النفيس.

وأشار إلى أن التجار والصناع في انتظار أي مناسبة للخروج من حالة الركود المستمرة منذ فترة بسبب تراجع القوى الشرائية للمستهلك واضطراب الأجواء العامة للبلاد، وقاموا بتكثيف المعروضات خاصة الأوزان خفيفة الحجم لكي تتناسب مع المناسبة الحالية.


اقرأ أيضاً:
مصر: ركود السوق يدفع محال الذهب في الإسكندرية للإغلاق

المساهمون