تراجعت النظرة إلى فن "الرقص الشرقي"، وأصبح في عيون الكثيرين رمزاً للشهوة والإغراء فقط، وأصبح يُنظَر إلى الراقصة بدونية بالقياس إلى فنون رقص آخرى. وحدهم، رواد الرقص الشرقي من عرفوا قيمته. وعلى الرغم من أن مصر، كانت من أوائل البلدان التي عرفت هذا الفن، إذ نقش ذلك وصور على جدران المعابد في مصر الفرعونية، وعرفت طوال عمرها بأنها قبلة الرقص الشرقي، وخرج منها أهم وأعظم الراقصات أمثال، شوق، وشفيقة القبطية، ومن بعدهن تحية كاريوكا، وسامية جمال. واللاتي أحدثْن نقلة نوعية في مستوى الرقص الشرقي، وتركن علامات قوية يستشهد بها العالم الفني حتى اليوم. لكن أول من تتخذن على عاتقهنّ تعليم الرقص الشرقي في مصر، وإعداد راقصات واعيات بأهمية الرقص، وقدرته على التأثير على نمط فكر وثقافة المجتمع لم تكن مصريات، بل لبنانيات، قصدن مصر، ورقصن فيها، وافتتحن مدارس لتعليم فنون الرقص الشرقي.
بديعة مصابني
عُرِفَت بأستاذة مدرسة الرقص الشرقي الأولى في العالم. وهي إحدى رائدات الفن الشرقي الاستعراضي. لبنانية سورية، جاءت إلى مصر في مطلع العشرينيات، وعملت في الفن كراقصة ومغنية وممثلة في العديد من الفرق المسرحية آنذاك. وبسبب عشقها للرقص، افتتحت أوّل مدرسة فنية لتعليم أصول وفنون الرقص الشرقي وهي "كازينو بديعة". لتصبح بذلك أوّل مدرسة مُتخصّصة في العالم لتعليم الرقص الشرقي، أنشأتها راقصة لبنانية في مصر.
أخرجت تلك المدرسة عمالقة الرقص الشرقي اللاتي تدرّبن وتعلّمن على أيدي بديعة المعروفة بصلابتها وانضباطها ونظرتها الثاقبة في اكتشاف الموهوبات. وبالفعل، أعدّت وأخرجت العديد من الراقصات أمثال: زينات علوي، تحية كاريوكا وسامية جمال وغيرهن كثيرات.
ببا عز الدين
عرفت بالتلميذة الأستاذة. كانت ببا اللبنانية تلميذة بديعة مصابني، وتخرجت من "كازينو بديعة"، ويبدو أن امتلاكها مقوّمات الراقصة الجيدة، لتصبح راقصة صولو مثل تحية كاريوكا وسامية جمال، جعلها تتمرد على بديعة مصابني، وتقرر الانفصال عن الفرقة في منتصف الأربعينيات. وما لبثت أن أسست صالة باسمها في شارع عماد الدين تنافس فيها أستاذتها بديعة. وبعد هروب بديعة مصابني إلى لبنان إثر أزمة مع مصلحة الضرائب، قامت ببا بشراء صالة بديعة، وضمت إليها عددا كبيرا من الفنانين والراقصات المعروفات والمبتدئات لتدريبهن وتعليمهن أصول الرقص الشرقي.
ناديا جمال
في بداية الخمسينيات، اتّجهت ناديا إلى "كازينو بديعة"، وانضمّت إلى راقصات الصف الأول رغم صغر سنها، لكن موهبتها لفتت نظر الأستاذة التي حملت على عاتقها تعليمها أصول ذلك الفن وخباياه.
ناديا، يونانية الأصل واسمها ماريا كاريدياس، حصلت على الجنسية اللبنانية، وشاركت في الكثير من الأفلام السينمائية المصرية والعالمية في ستينيات القرن الماضي. اكتشفها الفنان، فريد الأطرش، وأعطاها اسم نادية جمال. ظهرت في أفلام مصرية عدة، وعملت في السينما اللبنانية، إذ تنقلت ما بين مصر ولبنان كانت تعشق الرقص وتجتهد فيه، حتى أنها اخترعت واشتهرت برقصة "الحصان"، فكانت تمسك بالعصا، وترقص على قدم واحدة على وقع إيقاع يشبه خطوات الحصان.
اقــرأ أيضاً
بديعة مصابني
عُرِفَت بأستاذة مدرسة الرقص الشرقي الأولى في العالم. وهي إحدى رائدات الفن الشرقي الاستعراضي. لبنانية سورية، جاءت إلى مصر في مطلع العشرينيات، وعملت في الفن كراقصة ومغنية وممثلة في العديد من الفرق المسرحية آنذاك. وبسبب عشقها للرقص، افتتحت أوّل مدرسة فنية لتعليم أصول وفنون الرقص الشرقي وهي "كازينو بديعة". لتصبح بذلك أوّل مدرسة مُتخصّصة في العالم لتعليم الرقص الشرقي، أنشأتها راقصة لبنانية في مصر.
أخرجت تلك المدرسة عمالقة الرقص الشرقي اللاتي تدرّبن وتعلّمن على أيدي بديعة المعروفة بصلابتها وانضباطها ونظرتها الثاقبة في اكتشاف الموهوبات. وبالفعل، أعدّت وأخرجت العديد من الراقصات أمثال: زينات علوي، تحية كاريوكا وسامية جمال وغيرهن كثيرات.
ببا عز الدين
عرفت بالتلميذة الأستاذة. كانت ببا اللبنانية تلميذة بديعة مصابني، وتخرجت من "كازينو بديعة"، ويبدو أن امتلاكها مقوّمات الراقصة الجيدة، لتصبح راقصة صولو مثل تحية كاريوكا وسامية جمال، جعلها تتمرد على بديعة مصابني، وتقرر الانفصال عن الفرقة في منتصف الأربعينيات. وما لبثت أن أسست صالة باسمها في شارع عماد الدين تنافس فيها أستاذتها بديعة. وبعد هروب بديعة مصابني إلى لبنان إثر أزمة مع مصلحة الضرائب، قامت ببا بشراء صالة بديعة، وضمت إليها عددا كبيرا من الفنانين والراقصات المعروفات والمبتدئات لتدريبهن وتعليمهن أصول الرقص الشرقي.
ناديا جمال
في بداية الخمسينيات، اتّجهت ناديا إلى "كازينو بديعة"، وانضمّت إلى راقصات الصف الأول رغم صغر سنها، لكن موهبتها لفتت نظر الأستاذة التي حملت على عاتقها تعليمها أصول ذلك الفن وخباياه.
ناديا، يونانية الأصل واسمها ماريا كاريدياس، حصلت على الجنسية اللبنانية، وشاركت في الكثير من الأفلام السينمائية المصرية والعالمية في ستينيات القرن الماضي. اكتشفها الفنان، فريد الأطرش، وأعطاها اسم نادية جمال. ظهرت في أفلام مصرية عدة، وعملت في السينما اللبنانية، إذ تنقلت ما بين مصر ولبنان كانت تعشق الرقص وتجتهد فيه، حتى أنها اخترعت واشتهرت برقصة "الحصان"، فكانت تمسك بالعصا، وترقص على قدم واحدة على وقع إيقاع يشبه خطوات الحصان.