الرعب يخيم على جنوب العراق والآلاف ينخرطون في الميليشيات

13 يونيو 2014
شاحنات تنقل متطوّعين للانضمام إلى الجيش (أحمد الربيعي/فرانس برس/Getty)
+ الخط -

أثارت سيطرة الجماعات المسلّحة على محافظات شمالية وغربية في العراق، وتقدمها نحو بغداد، الرعب في قلوب مسؤولي ومواطني المحافظات الجنوبية، ما دفع قادة الميليشيات المسلحة إلى استغلال الأزمة، لفتح باب التطوّع في صفوفها، بهدف منع وصول الجماعات المسلحة إلى بغداد ومدن الجنوب.

وكشف محافظ بابل، صادق مدلول السلطاني، لـ"العربي الجديد"، عن استقبال "آلاف المتطوعين لمقاتلة الإرهابيين، الذين يسيطرون على نينوى وصلاح الدين والأنبار، وأجزاء من ديالى وكركوك وأطراف بغداد".
وقال إن "بابل استضافت اجتماعاً تنسيقياً لسبع محافظات، هي بالإضافة إليها: النجف، المثنّى، وواسط، ديالى، كربلاء، والديوانية، للحيلولة دون انتقال ما حدث في المحافظات الشمالية، إلى جنوب العراق".
وأوضح أن "شيوخ العشائر الجنوبية طالبوا بتسليحهم للدفاع عن أنفسهم في حال وصلت طلائع المسلحين اليهم".

ودفعت "بروباغندا" الجماعات المسلحة، الآلاف من عناصر الجيش العراقي، لترك مواقعهم والهروب بملابس مدنية للنجاة، "كون غالبية جنود الجيش سقطوا في فخ الأعلام، والتأثير النفسي"، حسب ما أكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة الكوفة، حسن الحيدري، لـ"العربي الجديد".
ولفت إلى أن "الرعب الذي دبّ في صفوف القوات الأمنية كان مخططاً له من قبل إعلام الجماعات المسلحة، الذي كان يبث مقاطع فيديو لعمليات انتقامية من الجيش، أثناء سيطرته على محافظة الأنبار خلال الأشهر الستة الماضية".

ولم تكتمل فرحة الضباط والجنود الفارين من ساحة القتال، بعد نصب السلطات العراقية مفارز أمنية، على الطريق المؤدي إلى جنوب العراق، واعتقال كل الجنود المتهمين بـ"التخاذل"، والتلويح بصدور أحكام بحقهم تصل إلى حد الإعدام.
وأطلق المقدم حيدر حسين، لحيته وارتدى الزي العربي، بعد استئجاره منزلاً في محافظة النجف، ليكون بعيداً عن المساءلة القانونية، بعد تلقيه اتصالاً من زوجته في البصرة تفيده بأن "استخبارات الجيش بدأت بمداهمة منازل الفارين من معارك الشمال، واقتيادهم إلى جهات مجهولة".
وأشار حسين، لـ"العربي الجديد"، إلى أنه كان مضطراً لإلقاء سلاحه في الموصل، بعد رؤيته "القيادات العليا في المحافظة، وهي تولي الأدبار هاربة وتاركة خلفها آلاف الجنود والمعدّات والآليات".
من جهته، رحّب شيخ عشيرة "الركابيين" في محافظة ميسان، جنوبي العراق، صادق الركابي، في تصريحات إلى "العربي الجديد"، بـ"انخراط الآلاف من أبناء العشيرة في تشكيلات مسلحة، سواء كانت مليشيات أو جيشا نظاميا، للدفاع عن أنفسهم بالدرجة الأولى، ومنع سيطرة داعش على مناطق جديدة".
ولفت إلى أن "تنظيم داعش عبارة عن مليشيات تقاتل من أجل هدف محدد هو إسقاط الحكم الشيعي، ولا يمكن مواجهته إلا بالميلشيات التي تمتلك عقيدة الدفاع عن أرض المراقد والمقدسات". وقلل من "أهمية الطرف الذي يدعم هذه الميلشيات"، لكنه فضّل أن "يكون هذا الدعم إيرانياً، لأن إيران لا يمكن أن ترضى بأن يذهب الحكم لغير الشيعة".
في السياق، أكد رئيس مجلس محافظة النجف، خضير الجبوري، لـ"العربي الجديد"، أن "الإجماع اليوم يجب أن يكون حسم دعم القوات الأمنية بالرجال والمال والسلاح". كما أوضح محافظ النجف، عدنان الزرفي، أن "المحافظة تمتلك قوة عسكرية كافية، منتشرة داخل المحافظة تتوزع بين قوات قتالية وأجهزة استخبارية حيوية".

ولم تكن محافظة ذي قار، هي الأخرى، بعيدة عن أجواء الخوف من تمدّد نفوذ المسلحين، وكشف محافظها، يحيى الناصري، لـ"العربي الجديد"، عن "تشكيل لواء ذي قار ليكون رديفاً للجيش"، مضيفاً أن "اللواء سيكون جاهزاً للدفاع عن أرض المحافظة، والوقوف صفاً واحداً إلى جانب المحافظات الأخرى".
وكشف مدير مكتب "كتلة الاحرار"، التابعة لـ"التيار الصدري"، في ذي قار، صادق الخزاعي، لـ"العربي الجديد"، عن "استكمال الاستعدادات لمواجهة أي طارئ أو خطر، قد يشكّله استمرار تقدم الجماعات المسلحة".
وكان أهالي النجف، قد خرجوا صباح اليوم الجمعة، في تظاهرة سلمية حاملين الأعلام العراقية وشعارات تدعو إلى "وحدة الكلمة وتوحيد القرار في مواجهة تنظيم داعش، والخطر الذي يهدد العراق، رافضين النزعات الطائفية التي تدعو لها الميلشيات".

المساهمون