الرستن تحت حصار نظام الأسد.. تجويع 100 ألف سوري

24 مارس 2016
حصار الرستن السورية يتواصل (GETTY)
+ الخط -
لم ينه مؤتمر جنيف2، الذي اختتم أمس، مشفوعاً بقرارات أممية، مسلسل حصار المدنيين الذي يفرضه نظام بشار الأسد في عموم مناطق سورية الخارجة عن سيطرته.

وكشف حصار ريف حمص الشمالي، بحسب شهود من المنطقة، عن حالات إنسانية وصلت حد الموت جوعاً، لتعيد مشاهد الحولة والرستن الجديدة، مشاهد التجويع في مضايا والزبداني التي لم تغب عن الذاكرة بعد.

ويقول العامل بالشأن الإغاثي في الرستن، منير بحبوح، إن "حصارا مفروضا على نحو مائة ألف سوري في مدينة الرستن منذ نحو أربع سنوات، تزايد الحصار بشكل خانق خلال الأشهر الستة الماضية، رغم الوعود الأممية، ما ينذر بوقوع كارثة إنسانية، بعد نفاد أدوية الأمراض المزمنة وارتفاع أسعار الأغذية بشكل يفوق قوة المحاصرين الشرائية، بعد إغلاق نظام الأسد معبر (تير معلة)".
وأشار بحبوح، في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى أن مدينة الرستن تضم الآن نحو 60 ألفا من سكانها الأصليين ونحو 40 ألف نازح من مناطق الجوار، وأن أكثر من 30 ألف محاصر بحاجة ماسة للغذاء، منهم 20 ألف طفل، وأن نحو 2000 رضيع يحتاجون الحليب، ومثلهم معاقون يحتاجون العلاج والرعاية، ولم يبق في المشافي الميدانية سوى بعض الأدوية المسكنة التي شارفت على النفاد".
ويضيف أن أسعار المواد الغذائية، بسبب عدم السماح بدخول شاحنات الإغاثة منذ أبريل/نيسان 2015، ارتفعت بشكل جنوني، ووصل سعر كيلوغرام الطحين إلى 500 ليرة، وسعر "ربطة الخبز 8 أرغفة" إلى 200 ليرة، والوضع مرشح للتفاقم إن تأخرت المساعدات التي وعدت بها الرستن منذ شهرين.

وفيما كسر جزئياً، حصار منطقة الحولة قبل أيام، بعد وصول 28 شاحنة محملة بالمواد الإغاثية والطبية والمدرسية من الهلال والصليب الأحمر السوري واليونيسيف إلى مدينة الحولة المحاصرة في ريف حمص الشمالي، لاتزال مدينة الرستن تعاني من حصار مطبق وتنتظر فك الحصار والسماح للمواد الإغاثية بالوصول إلى المحاصرين، بحسب ما أكد رئيس مجلس الرستن المحلي، مصطفى حسين.

وأكد رئيس المجلس المحلي، وجود وفيات بسبب نقص الأغذية، وأن المحاصرين يكتفون اليوم بتناول وجبة واحدة، وهي وجبة بسيطة تفتقر إلى العناصر المغذية للأطفال والكبار.

واعتمد نظام بشار الأسد، وعلى مرأى ومسمع من العالم، منذ سنوات، طرق الحصار والتجويع لكل مناهضيه، فضلاً عن القصف والاعتقال، خصوصاً في مناطق الغوطة الشرقية وداريا وبعض ريف حمص.


اقرأ أيضا:الجوع يحاصر الرستن... مضايا ثانية في قلب سورية