تفاعلت دول أفريقيا وهايتي بكثافة مع وصفها من قبل الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، بأنها "دول قذرة"، وأبدت هذه الدول غضباً وأسفاً لتصريحات الرئيس، سواء على المستوى الشعبي أو الرسمي، وتناقلت مواقع التواصل الاجتماعي بكثافة أقوى الردود على هذه التصريحات، سواء من ناحية الأرقام أو مشاعر الصدمة والسخط.
وكانت صحيفة "واشنطن بوست" قد ذكرت، الجمعة، أن ترامب وصف المهاجرين القادمين من هايتي والسلفادور وأفريقيا بأنهم من "بلدان قذرة"، خلال اجتماع مع مستشاريه في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض، عبّر فيه عن إحباطه من اتفاق لاستعادة حماية المهاجرين كجزء من صفقة حول قوانين الهجرة، يحاول التوصل إليها الحزبان الجمهوري والديمقراطي.
النرويج أفضل من الدول القذرة
وذكر ترامب: "لماذا نأتي بجميع هؤلاء الناس من بلدان قذرة؟"، واقترح، خلال الاجتماع، أن تجلب الولايات المتحدة مهاجرين من النرويج، التي اجتمع مع رئيسة وزرائها، الأربعاء، بدلاً من مهاجري هايتي والسلفادور والدول الأفريقية.
وخلّفت تعليقات ترامب صدمة عند الحاضرين في الاجتماع، فيما رفض المتحدث باسم البيت الأبيض التعليق على تصريحات ترامب، قبل أن يحاول ترامب نفسه، في مجموعة من التغريدات عبر حسابه على "تويتر"، نفي ما تم تداوله، نقلاً عن عدد ممن حضروا الاجتماع.
وانتقلت موجة السخط من الحاضرين في الاجتماع إلى أميركا، حيث انتقدت وسائل الإعلام المحلية، سواء المكتوبة أو التلفزيونية أو الرقمية، تصريحات ترامب، التي اعتبرتها عنصرية، وذكّر أكثر من إعلامي أميركي على الهواء بأن أصوله تعود لهذه الدول التي وصفها بالقذرة.
Facebook Post |
سخط مواقع التواصل
ولم يختلف الوضع في مواقع التواصل الاجتماعي، إذ انتشر عليها وسم #shithole الذي رافق عبارات السخط والصدمة والغضب من تصريحات الرئيس الأميركي.
ونشر هارولد إزاك، عبر سلسلة تغريدات له في "تويتر"، صوراً من جمال الطبيعة في الدول الأفريقية، وكتب عليها "هكذا تبدو الدول القذرة"، لإظهار مدى جمال بلدان القارة الأفريقية، بالمقارنة مع الوصف الذي تلفّظ به ترامب.
ونشر مجموعة من المغردين معلومات وإحصاءات حول القارة الأفريقية، والتي تظهر إنجازات أبنائها، وكتبت نداكاريبا هونغو: "مرحباً بالقارة القذرة التي بنت الأهرامات في مصر حوالي 2560 قبل الميلاد. وفي هراري، زيمبابوي، حيث أول مبنى في العالم بُني بالتهوية والتبريد باستخدام الطرق الطبيعية".
وكتب "أولاديلمي" من نيجيريا مع إيموجيز تعبر عن صدمة وخجل: "هل يعني ذلك أنني من دولة قذرة؟".
ليست أفريقيا فقط هي الغاضبة
وحتى في الداخل الأميركي، استمرت التعليقات الغاضبة والساخرة من ترامب في التدفق، بينها تعليق لليزا جيامبرا كتبت فيه: "أتساءل إذا ما كانت النرويج ترانا كدولة قذرة"، في تذكير بأن ترامب فضّل مهاجرين من هذا البلد على مهاجرين من دول هايتي والسلفادور وأفريقيا.
وفي محاولة لرد الصاع للرئيس الأميركي، ذكر "مانفندر سينغ" بمشاكل أميركا نفسها بالتغريد: "في هايتي 1 من كل 6، جائع كل ليلة، 20 في المائة من السكان يعيشون الفقر، 60 ألف وفاة بسبب المخدرات سنوياً، علامة سيئة في البنية التحتية، برامج تعليمية ورعاية صحية بشعة... أنا أمزح هذه ليست هايتي، بل أميركا".
ولم تخلُ الدول العربية والإسلامية من ردود فعل غاضبة بدورها. فعلى المستوى الرسمي، قالت منظمة الإيسيسكو، في بيان لها، إن "صدور هذه الإساءات العنصرية المهينة لدول وشعوب بكاملها من رئيس دولة تكوّنت من مهاجرين من أنحاء العالم، هو انحدار أخلاقي يتعارض مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ومع القيم والمبادئ الإنسانية التي تنص عليها العهود والمواثيق الدولية، وتصرّف أهوج يؤجج المشاعر، ويحض على العنصرية واحتقار الآخر".
بينما كتبت "زمان" على "تويتر": "الجيل الأول من الأميركيين من أصول عراقية، أنا طالبة دكتوراه، طبيبة نفسانية في المستقبل، لديّ درجة ماجستير، أنا مستشارة معتمدة وطنياً، ومستشارة مهنية مرخصة. أنا أتكلم لغتين، وأعمل على تعلم الثالثة، مع خالص التقدير للبلد القذر العراق".
Twitter Post
|
Twitter Post
|
Twitter Post
|
Twitter Post
|
Twitter Post
|
Twitter Post
|
(العربي الجديد)