الرحلات البحرية السياحية ترسو من جديد في تونس

16 يونيو 2015
الركود يضرب الفنادق بعد هجوم باردو (فرانس برس)
+ الخط -
قالت مصادر في وزارة السياحة التونسية لـ "العربي الجديد"، إن شركة إم إس سي كروز "MSC Cruises" الإيطالية المختصة بالرحلات البحرية أعلنت عودتها إلى تونس المطلة على البحر الأبيض المتوسط، بداية من 8 يوليو/تموز المقبل، وعلى متنها نحو أكثر من ثلاثة آلاف سائح.
وكانت الشركة الإيطالية قررت إلغاء رحلاتها إلى تونس عقب العملية الإرهابية لمتحف باردو في 18 مارس/آذار الماضي التي أودت بحياة 20 سائحاً من بينهم 9 ركاب كانوا على متن إحدى سفن الشركة الإيطالية. كما ألغت المجموعة الإيطالية "كوستا كروازيير" آنذاك كل رحلاتها إلى تونس، مؤكدة أن "سلامة ركابها وأفراد طاقمها تحتل الأولوية".
واعتبر رئيس جامعة الفنادق التونسية، رضوان بن صالح، في تصريح لـ "العربي الجديد"، أن عودة الرحلات البحرية إلى تونس مؤشر طيب على بدء استعادة السياحة التونسية لثقة الأسواق الأجنبية ولا سيما المتوسطية (المطلة على البحر المتوسط)، لكنه يرى أن الموسم الحالي قضي أمره وتأكد تقريباً أنه سيكون صعباً على أصحاب الفنادق والقطاع السياحي المثقل بالديون والمشاكل.
وأشار رئيس جامعة الفنادق، إلى أن التطمينات الأمنية التي أطلقتها تونس عبر حملات الترويج التي قامت بها وزارة السياحة قد أتت أكلها نسبيا، متوقعاً أن يكون انعكاسها أكبر في المواسم القادمة، خاصة أن مجموعة "توي" العالمية قد قررت مضاعفة عدد رحلاتها في اتجاه تونس.
ولفت بن صالح، إلى أن قرار الشركة الإيطالية هذا سيساهم في تحسين صورة الوجهة التونسية في إطار خطط تستهدف امتصاص التداعيات الثقيلة لحادثة باردو، حسب تعبيره.

واتخذت الحكومة التونسية، إثر عملية متحف باردو، جملة من الإجراءات الأمنية الاستثنائية لتأمين الطرق السياحية ومرافقة الحافلات التي تُقل سياحاً إلى جانب تكثيف الحراسة في مداخل ومحيط الفنادق والمنتجعات والدخول مع شركات طيران عالمية في مفاوضات حول السماوات المفتوحة لتمكينها من نقل السياح إلى تونس بأسعار تنافسية.
وتعد السياحة أحد القطاعات الحيوية للاقتصاد التونسي، إذ يسهم بنسبة 7% من الناتج المحلي الإجمالي.
وقال المسؤول الإعلامي بوزارة السياحة، سيف الشعلالي، لـ "العربي الجديد"، إن تأثيرات هجوم باردو أصبحت محدودة، مشيراً إلى أن الحجوزات في ارتفاع متواصل في ظل المجهودات التي تبذلها الوزارة لاستعادة أسواقها. وتوقع الشعلالي أن تشهد المؤشرات السياحية تحسناً ملحوظاً خلال الشهرين القادمين.
واستقبلت تونس منذ بداية السنة إلى نهاية مايو/أيار الماضي أكثر من مليوني سائحا، وكان عاملون في قطاع السياحة توقعوا استقبال أكثر من 7 ملايين سائح خلال السنة الحالية والعودة إلى النتائج التي حققها القطاع في 2010 وهي سنة مرجعية بالنسية للسياحة التونسية.
وخلال الربع الأول من 2015، وقبل حصول الهجوم، لم تكن هناك مؤشرات على موسم سياحي واعد في البلاد، إذ تراجعت العائدات السياحية بنحو 7% وعدد الليالي المشغولة بنسبة 10.7% وعدد السياح بنسبة 14.2%، مقارنة بالفترة ذاتها من 2014، حسب إحصاءات وزارة السياحة.
وقال الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، طالب رفاعي، خلال مؤتمر صحافي عقد أخيراً في تونس، إن "الاختبار الحقيقي سيكون خلال فصل الصيف"، باعتباره الفترة التي يتدفق فيها أكبر عدد من السياح على البلاد.
وأبدى خشيته من "موسم فاشل"، خصوصاً بعد إعلان نقابة وكلاء الأسفار في فرنسا أول سوق سياحية لتونس تراجع الحجوزات نحو البلاد بنسبة 60%.

المساهمون