الربيع في غوطة دمشق: الأطفال وحدهم سعداء

15 ابريل 2015
الربيع لا يمنعه الحصار (GETTY)
+ الخط -



ككل عام لم يتأخر فصل الربيع عن غوطة دمشق، فالسوريون يعرفون أن لربيع الغوطة حلّة أبهى، ما جعلها مقصداً لنزهات الدمشقيين لمئات السنين، لكنها اليوم وبفضل قوات النظام محاصرة، لا أحد يدخل أو يخرج منها، كما لا تهدأ فيها المعارك، وينقص أهلها من متطلبات الحياة كل شيء تقريباً.

وعلى الرغم من ذلك، يجد أطفال غوطة دمشق في الربيع فرصة للهروب من كآبة الشتاء. يقول أحمد "أقضي كل النهار في البستان، لدينا الكثير من الألعاب هنا، نلعب أولاً بالكرة ثم نتسلق الأشجار"، يشير إلى شجرة عالية، و يقول "سنعلق أرجوحة عليها غداً".

لم يكن بوسع أحمد ورفاقه قبل أيام الخروج بملابس خفيفة كهذه، فقد تسبب الطقس البارد بالعديد من الأمراض للصغار، يضيف "لا أحب معطفي، إنه لأخي الأكبر، كان يرتديه منذ سنوات، بات صغيراً علي أيضاً، ومهترئاً قليلاً، لكن الطقس جميل ليس علي ارتداؤه بعد الآن"، يتابع "إن حصلت على واحد جديد، سأمنحه لابن الجيران في الشتاء القادم، هو لا يملك واحداً". غيث أيضاً كان يكره الشتاء، يحكي: "لم نكن نفعل شيئاً، بيتنا معتم وبلا كهرباء، لم نستطع حتى أن نشاهد التلفاز".

أما سنا، وهي شابة من الغوطة، فتشير إلى أنّ البالغين بخلاف الصغار لا يحبون الربيع كثيراً، وتوضح "الأيام المشمسة منبع تشاؤم لمن يعيش هنا، فالطائرات لا تفارق السماء، الغارات الجوية أيضاً تصبح مضاعفة".

يعيش أهالي الغوطة على وقع مآسٍ يومية تتسبب بها الحرب هناك، المرض والفقر والجوع والفقدان كلها تجعل السعادة بعيدة المنال، وتقول سنا: "لا أحد يعيش بسعادة هنا، أبي مثلاً فقد ستة من أقاربه خلال العام الماضي، لا أذكر حتى آخر مرة ضحك فيها، أما أمي فتبدو هرمة، لا تستطيع حتى أن تعد لنا الطعام كما السابق، تقضي يومها وهي تجمع الأخبار وتقص المآسي"، وتستذكر الشابة بحسرة: "في مثل هذه الأيام، قبل أربع سنوات، كان البستان يمتلىء بالعائلات، يغنون ويرقصون"، وتردف "يخيل إليّ أننا لن نفرح بعد الآن، سنحتاج وقتاً طويلاً لنتعافى مما حلّ بنا".

اقرأ أيضاً:تونس: مأساة قوارب الموت التي تُزهر مع الربيع