بحث أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، والرئيس العراقي برهم صالح، الأحد، بقصر بيان في حولي (جنوب العاصمة)، تعزيز "الجهود المبذولة في مكافحة الإرهاب والقضاء عليه"، وذلك في سياق أول جولة خارجية للرئيس العراقي مذ تسلمه الرئاسة.
وقال وزير الديوان الأميري علي الجراح الصباح، في تصريح صحافي، إن المباحثات تناولت العلاقات الثنائية التي تربط البلدين وتعزيزها وتنميتها في مختلف المجالات وسبل دعم أمن واستقرار العراق لتحقيق وحدة وسلامة أراضيه.
وأضاف أن الطرفين بحثا "القضايا ذات الاهتمام المشترك وآخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية، وسط أجواء ودية تعكس روح الأخوة"، بحسب ما نقلت وكالة "الأناضول".
ووصل الرئيس العراقي إلى الكويت في وقت سابق الأحد، في زيارة لم يعلن عن مدتها، وهي الأولى له خارج العراق بعد تسلمه منصبه أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ونقلت صحيفة "الرأي" الكويتية عن صالح أن زيارته "ستشهد تسليم دفعة من الممتلكات والأرشيف الكويتي الموجود في خزائن الخارجية العراقية، على أن يتم تسليم بقية تلك الممتلكات على دفعات لاحقة ومتتابعة، كجزء من بادرة حسن النية لدى العراق تجاه دولة وشعب الكويت الشقيق".
وأشار إلى أن العراق يصر على "تجاوز صفحات الماضي المؤلمة، من دون أن ننسى معاناة الشعب الكويتي، وقد تجاوزنا بإصرار شعبنا حقبة النظام الديكتاتوري المعتدي على جيرانه".
وفي وقت سابق اليوم الأحد، أعلن المكتب الإعلامي للرئيس العراقي عن بدء الأخير جولة خليجية يستهلها من الكويت، يرافقه فيها وفد رفيع المستوى، فيما كشفت مصادر عراقية في بغداد لـ"العربي الجديد" عن أن جولة صالح ستركز على عدة ملفات سياسية.
وقال بيان صدر عن رئاسة الجمهورية العراقية إن صالح غادر بغداد على رأس وفد رفيع المستوى متوجها إلى دولة الكويت، في زيارة رسمية ضمن جولة خليجية.
ويأتي ذلك بعد ساعات من إعلان مكتب رئيس الجمهورية في بغداد أن الزيارة تلبية لدعوات رسمية وجهت لصالح من قادة وزعماء عدد من الدول الخليجية.
وقال مسؤول عراقي حكومي في بغداد، لـ"العربي الجديد"، إن الزيارة متفق عليها بين رئيس الحكومة وبرهم صالح خلال اجتماع جرى مؤخرا بينهما، والملف الأبرز هو إبلاغ دول الخليج أن العراق لا يرغب بأن يكون في أي محور من محاور الأزمة الخليجية أو الصراع الأميركي الإيراني بالمنطقة، وأنه "قرر أن يكون على مسافة واحدة من الجميع، وأن يتم طمأنة بعض الأطراف الخليجية من أن الحكومة الجديدة خاصة، والرئاسات الثلاث في البلاد عامة (الجمهورية والبرلمان والحكومة) "غير محسوبة على أي فاعل إقليمي"، في إشارة إلى إيران.
وأكد المتحدث ذاته أن الرئيس العراقي سيحاول الحصول على إنجازات في زيارته من خلال الحصول على دعم للمدن العراقية المدمرة من الدول الخليجية التي اختار أن يبدأ بها جولته ضمن رسالة سياسية أيضا.
وبحسب تسريبات من داخل المنطقة الخضراء، فإن الرئيس العراقي برهم صالح يرافقه وفد حكومي ومستشارون وخبراء سيجرون اجتماعات جانبية مع نظرائهم في الدول الخليجية.