قال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، الجمعة، إن بلاده كانت قاب قوسين أو أدنى من حلّ الأزمة الليبية، لكن أطرافاً إقليمية أعاقت الحلّ بسبب حسابات جيوسياسية. ولم يسمِّ الرئيس هذه الأطراف، لكنه اعتبر أنها كانت تتخوف من عودة الثقل الجزائري في الأزمة الليبية، بإشارة منه إلى مؤتمر حوار ليبي ليبي كانت الجزائر تسعى لاحتضانه في شهر فبراير/شباط، لكن التطورات العسكرية والسياسية في ليبيا وأزمة انتشار فيروس كورونا دفعت الجزائر إلى إرجائه.
وأكد تبون، في مقابلة مع أربعة صحافيين محليين بثها التلفزيون الرسمي مساء الجمعة، أن هذه الأطراف أعاقت تعيين وزير الخارجية الجزائري السابق رمطان لعمامرة كمبعوث أممي إلى ليبيا، قائلاً: "لم يسمحوا له بشغل هذا المنصب، كان يمكن أن يسهم كثيراً في حل الأزمة، الوساطة الجزائرية معروفة ومطلوبة لحياديتها".
وعجز الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس عن إقناع أعضاء في مجلس الأمن الدولي بتعيين الدبلوماسي الجزائري رمطان لعمامرة كرئيس لبعثة دعم الأمم المتحدة في ليبيا، خلفاً للبناني غسان سلامة. وكشفت جريدة "لوموند" الفرنسية، نقلاً عن مصدر بالأمم المتحدة أن تحالفاً إقليمياً تتقدمه مصر والمغرب والإمارات وفرنسا أقنع إدارة دونالد ترامب بعرقلة تعيين لعمامرة.
وقال الرئيس الجزائري إن أطرافاً تقوم بتغذية الأزمة الليبية عبر توريد السلاح ومنع إيجاد حلّ سياسي، كاشفاً عن أنه "وبعد شهر من مؤتمر برلين، أُدخلت ثلاثة أطنان من الأسلحة إلى ليبيا"، قائلاً: "هناك بوادر سيئة جداً في ليبيا، والأزمة ستأكل الأخضر واليابس في المنطقة، وسيمتد الأمر إلى أوروبا، لا ننسى أن إيطاليا مثلاً على مقربة من ليبيا".
وشدد على أن "الجزائر ستكون شريكة بالضرورة في أي حلّ في ليبيا"، مضيفاً: "يؤلمنا ما يحدث هناك، سال دمنا في السابق ونرفض أن يستمر سيلان دم الأخوة الليبيين، ما يؤلمنا أننا في شهر رمضان والأخوة يتقاتلون، خراب في خراب من أجل السلطة، بينما تضيع الدولة الليبية على الرغم من أنها من أغنى الدول. نأمل أن يعود الوعي والرشد للأشقاء، مهما طالت الحرب أنت تقتل والآخر يقتل وفي النهاية تجلسون على طاولة الحوار، فلماذا لا يكون الجلوس الآن حقناً للدماء".
وأكد الرئيس الجزائري، الذي كان يعلّق على سؤال حول إعلان اللواء المتقاعد خليفة حفتر إسقاط اتفاق الصخيرات، أن "الجزائر لن تتخلى عن ليبيا، وقادرون على حلّ المشكلة، الجزائر تملك تصوراً لحلّ الأزمة وليس لنا أية مطامع في ليبيا"، مشيراً إلى أن الحلّ المقترح مبني على تجربة الجزائر في معالجة أزمتها الداخلية، عبر تشكيل مجلس وطني موقت يتولى تشكيل حكومة موقتة، ثم الدخول في الشرعية، مؤكداً أن كل القبائل الليبية تقبل بالحلّ الجزائري، كما حاز هذا الحلّ على دعم من إيطاليا.
وقال تبون "صحيح أن جيشنا غير مسموح له بالخروج خارج الحدود، لكننا يمكن أن نساهم تقنياً، نحن لم ندخل رصاصة واحدة إلى ليبيا، نحن نقوم بإدخال المساعدات والمؤونة والدواء".
وكانت وزارة الخارجية الجزائرية قد أعلنت، الخميس، رفض الجزائر إعلان حفتر إسقاط اتفاق الصخيرات، وجددت موقفها بدعم حوار ليبي ليبي يؤدي إلى حلّ سياسي شامل.