الرئيس التونسي المقبل في عيون المترددين

19 نوفمبر 2014
قرّرت فئة كبيرة حسم الاختيار في يوم الانتخاب (الأناضول)
+ الخط -

أيام قليلة تفصل التونسيين عن موعد الانتخابات الرئاسية المقرّرة في 23 نوفمبر/تشرين الثاني. أمام التونسيين بضعة أيام ليعرفوا رئيسهم الجديد. ومع أن الوقت بات ضيّقاً، غير أن هناك فئة لم تحسم أمرها بعد، ولم تُحدّد مرّشحها المفضّل.

لهذه الفئة حجّتها في ذلك، إذ تعتبر أن برامج المرشحين تكاد تكون ذاتها، والخطابات نفسها، حتى إن البعض لم يسمع ببعض المرشحين أصلاً. كما أنّ كثرين فقدوا الثقة بالسياسيين، وقرروا حسم الأمر في الدقيقة الأخيرة في يوم الاقتراع.

ويقول التقني محمد، إن "معظم السياسيين لم يحقّقوا أي شيء للشباب التونسي، كما أن خطابات المرشحين تكاد تكون ذاتها. فالبرامج نفسها تتكرّر". وأضاف أنه "قرّر الاقتراع في 23 نوفمبر/تشرين الثاني، وأنه حسم خياره في المرشّح الذي يراه مناسباً، ولكنه مع ذلك لا يعلّق آمالاً كبيرة على الفائز".

وأكد أن "البطالة تؤرق الشباب التونسي، الذي عادة ينهي دراسته ويتخرّج، ولكنه يصطدم بواقع مرير، وبغياب أفق العمل". من جهته قال الطالب بلال، إنه "قرّر التصويت". ولكنه لا يتابع برامج المرّشحين لضيق الوقت، كونه لا يهتم كثيراً بما يقولون.

ويعترف بأنه يعرف بعض الأسماء من المرّشحين، خصوصاً الوجوه المعروفة، ولكنّه في المقابل يجهل أسماء العديد غيرهم. وأضاف "أغلب البرامج تكاد تكون ذاتها، ولكن الذي سينجح في إقناع التونسي، سينال ثقته، وسيكون سبب اختيار مرشّح دون غيره".

وأكدّت السيدة شاذلية فلّاح، أنها اختارت مرشحها، "مع أنني متأكدة من أن المرشحين يسعون إلى الكراسي، ولكن المواطنين يأملون في تحقيق الأمن والاستقرار في تونس، ويتمنّون ترشح شخصية تصل بالبلاد إلى برّ الأمان".

وأعربت عن أملها في "فوز رئيس جيّد يحقق الطمأنينة للتونسيين، وينتشل الشباب من البطالة، ومن التهميش الذي يمرّون به". أما الطالبة هاجر، فعبّرت عن حسرتها الشديدة لأنه "لا يمكنها الاقتراع، كونها لم تُسجّل اسمها". وتمنّت لو كانت "قادرة على المشاركة". وعبّرت عن أملها في أن "تمرّ الانتخابات الرئاسية بسلام، مثلما مرّت الانتخابات التشريعية".

واعتبرت أن "الساحة السياسية وخطابات السياسيين لم ترتق إلى طموحات الشباب التونسي". وأكدت أن "هذا الأمر جعلها تنفر من خطابات المرشّحين". وكشفت أن "أغلب البرامج لا تستهويها، كما أن المرشحين أنفسهم لا يرتقون إلى مستوى توقعاتها". لكن هاجر لم تخفِ إعجابها، في المقابل، بأحد المرشحين، الذي نجح في إقناعها". غير أن همومها لم تعد سياسية فحسب، بل أكدت أن "ما يحدث من حين إلى آخر من تهديدات إرهابية، يؤرقني ويبعث في نفسي الخوف".

بالنسبة إلى البائع المتجوّل، لطفي الحتيري، فإن خياره الرئاسي غير محسوم بعد. وأكد أنه "لا يعرف لمن سيصوّت في 23 نوفمبر". ورأى أنه "على الرغم من وجود الكثير من المرشّحين الرئاسيين، غير أنه لم يقتنع بأي منهم في الوقت الراهن". ولفت إلى أن "الكلام كثير والوعود كثيرة، والمشكلة تكمن في التطبيق، وفي ترجمة الوعود إلى أفعال". وكشف أن "الواقع شيء والأفعال شيء آخر". وأشار إلى أن "أهم مطلب في نظره كبائع بسيط، هو الحدّ من غلاء المعيشة وتحقيق الأمن والاستقرار في البلاد".

واعتبر محجوب أن "هناك شخصيات كفؤة من بين المرشحين، من الممكن أن تفيد البلاد، وتعبّر عن مطالب الناس". وقال إنّه لم يحددّ الشخصية التي سيقترع لها، لكنه أبدى إصراره على ممارسة حقه في التصويت.

وأضاف أن "أهم مطلب هو تحقيق الأمن والاستقرار والإنصات إلى الشباب، تحديداً العاطلين عن العمل منهم". وكشف أنّ "الأوضاع في تونس تختلف كثيراً عن السابق، كون أغلب المواطنين يتجنبون السهر لساعات متأخرة كما في الماضي".

ولفت إلى أنّ "الإنسان يشعر أحياناً بالخوف في الشارع، وغالباً ما يخشى حصول عمليات إرهابية". وأكدت الموظفة سامية، أنها "لم تحسم خيارها بعد. ولا تزال الضبابية تُحيط بالاختيار، على اعتبار أنّ هناك شخصيات عدة ظهرت للمرة الأولى، والمواطن لا يعرفها ولم يسمع بها سابقاً".

واعتبرت أن "الديمقراطية سمحت للكثيرين بالترشح للرئاسة، ولكن الكلمة النهائية ستكون بيد المواطن". وقالت إنّ "هناك شخصيات معروفة ولكن المواطن لم يختبرها في الرئاسة، باعتبار أنها لم تترشح سابقاً لهذا المنصب، وقد لا يكون لها من الخبرة ما يؤهلها لهذه المهمة".

وتساءلت "هل ستكون هذه الشخصيات قادرة على الاضطلاع بهذا أم لا؟". وأكدت حسمها لخيارها الرئاسي في يوم الاقتراع، على أن تُقيّم الرئيس الجديد، وتتابعه في حال كان وفياً لوعوده أم لا. وحسم الموظف المتقاعد الطاهر غزال، أمره في اختيار مرشحه المفضل، وبينما رفض الإفصاح عنه، أكد أنّ "أغلب المرشحين يغرّدون خارج السرب، وبعضهم تنقصه الخبرة والتجربة، وآخرين يقدّمون برامج لا تندرج ضمن مهام الرئيس أصلاً".

وأضاف أنّه "للأسف اختلط الحابل بالنابل، في ظلّ عدم قدرة البعض أن يكون صالحاً لهذه المهمة". وجزم أن "أهم مطلب يتوجهون به للرئيس المقبل هو تحقيق الأمن، الذي سيجلب الاستقرار ويعيد إلى الدولة هيبتها".
وأضاف أن "هناك الكثير من الفلتان الأمني". وطالب بضرورة الحدّ من الإضرابات التي تعطّل مصالح المواطنين مثل إضراب النقل منذ أيام". واعتبر أن "مطالب البعض، وإن كانت مشروعة، فإنه يمكن إرجاؤها إلى حين استقرار البلاد، وعبور هذه المرحلة الحرجة".

وقال إنّ "العمال الذين يطالبون بمزيد من المكاسب، يتعيّن عليهم مراعاة بقية الفئات التي لا تجد قوتها ولا تجد أبسط الضروريات". وطالب النقابات العمالية في تونس بضرورة التهدئة وتنقية الأجواء.

المساهمون