الرئاسة اليمنية تتحفظ مجدداً على مبادرة غريفيث

الرئاسة اليمنية تتحفظ مجدداً على مبادرة غريفيث

12 اغسطس 2020
رفض هادي استقبال غريفيث (تويتر)
+ الخط -

أبدت الرئاسة اليمنية، الأربعاء، تحفظها مجدداً على مشروع "الإعلان المشترك" الذي تقدم به المبعوث الأممي، مارتن غريفيث، لوقف إطلاق النار، فيما قتل جندي وأصيب 9 آخرون بانفجار عبوة ناسفة استهدفت دورية عسكرية بمدينة تعز، جنوب غربي البلاد.

واستقبل نائب الرئيس اليمني علي محسن صالح، ومعه رئيس الحكومة معين عبد الملك، ومدير مكتب الرئاسة عبد الله الحضرمي، ووزير الخارجية محمد الحضرمي، المبعوث الأممي بعد 3 أيام من زيارته للرياض، في تأكيد لما كشفته مصادر حكومية لـ"العربي الجديد" أمس الثلاثاء، عن رفض الرئيس عبد ربه منصور هادي استقبال غريفيث، جراء محاولة الأخير فرض "الإعلان المشترك" دون إدخال تعديلات مطلوبة.

وأكد مدير مكتب رئاسة الجمهورية ووزير الخارجية وجود ما سمّوها بـ"الملاحظات الجوهرية"، حول المبادرات المطروحة، وفقاً لوكالة "سبأ" الخاضعة للحكومة المعترف بها دولياً.

ولم تكشف الوكالة مزيداً من التفاصيل حول طبيعة تلك الملاحظات، لكن مصدراً حكومياً أكد لـ"العربي الجديد"، أن الشرعية تمسكت بشروطها في إلغاء كافة البنود التي تمس سيادة الدولة، وتصب لصالح جماعة الحوثيين، وعلى رأسها إعطاء الأخيرة كامل الصلاحيات لإدارة مطار صنعاء الدولي دون تدخل السلطات الشرعية.

وقال المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، إن زيارة المبعوث الأممي إلى الرياض، والتي تنتهي غداً الخميس، كان محكوماً عليها بالفشل منذ اللحظات الأولى، كون مسوّدة الإعلان المشترك التي حملها غريفيث إلى الرياض لم تستوعب المطالب التي وضعتها الحكومة الشرعية.

ووضعت القيادات اليمنية، التي التقت المبعوث الأممي، نيابة عن الرئيس هادي كما أوردت الوكالة الرسمية، جملة من المطالب للمبعوث الأممي، حيث اشتكت من تعطيل الحوثيين لعمل بعثة الأمم المتحدة بالحديدة وإفراغ اتفاق استوكهولم من مضمونه.

كما اشتكت تلك القيادات ممّا وصفتها بـ"مراوغة ومماطلة الحوثيين ومنعهم للفريق المختص من تقييم وصيانة وتفريغ العائمة النفطية صافر"، وقالت إن ذلك "يعد استهتاراً بكل الجهود الدولية في هذا الجانب، ويشكل تهديداً كارثياً وخطراً تشمل آثاره الإقليم والعالم".

وطالبت الرئاسة اليمنية المبعوث الأممي بالإيضاح لمجلس الأمن عن مصدر هذا التعنت واللامبالاة اللذين يبديهما الحوثيون تجاه هذه الكارثة، باعتبار أن ذلك يقع في إطار مسؤوليته القانونية والأخلاقية.

وفي ما يخص وقف إطلاق النار، أكدت الرئاسة اليمنية للمبعوث الأممي أنها "تجاوبت مع كثير من الرؤى والدعوات التي من شأنها إحراز تقدم في عملية السلام الشامل، وآخرها التهدئة ووقف إطلاق النار للتفرغ لمواجهة تبعات انتشار فيروس كورونا"، متهمة الحوثيين بمقابلة ذلك الإعلان بـ"مزيد من التعنت والتحشيد للحرب وإطلاق الصواريخ الباليستية والطيران المسيّر".

 

هادي إلى أميركا للعلاج

وفي سياق آخر، توجه الرئيس اليمني، مساء الأربعاء، إلى الولايات المتحدة، في زيارة علاجية معتادة.

وذكرت وكالة "سبأ" الخاضعة للحكومة الشرعية أن الرئيس هادي سيجري الفحوصات الطبية الدورية السنوية المعتادة، دون إضافة المزيد من التفاصيل.

ومن المقرر أن يكون الرئيس هادي متواجداً لحظة انتهاء المشاورات السياسية بناء على اتفاق الرياض، من أجل إصدار قرار بتشكيل الحكومة المرتقبة مع المجلس الانتقالي الجنوبي، وأداء القسم الجمهوري بعد مرور 30 يوماً من الآن.

 

انفجار عبوة ناسفة بتعز

في سياق آخر، قتل جندي وأصيب 9 آخرون، جراء انفجار عبوة ناسفة استهدفت دورية عسكرية في مدينة تعز، جنوب غربي البلاد، بالتزامن مع حملة أمنية لملاحقة مطلوبين أمنياً.

وقالت مصادر طبية لـ"العربي الجديد" إن الانفجار الذي وقع في محيط سوق"القبّه"، استهدف دورية تابعة للواء الخامس حماية رئاسية، ما أسفر عن سقوط قتيل وإصابة 9 آخرين، بينهم عدد من المدنيين.

ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الحادثة، لكن مدينة تعز وريفها الجنوبي يشهدان توتراً حاداً بين القوات العسكرية المتهمة بالولاء لحزب التجمع اليمني للإصلاح، مع قوات وفصائل سياسية وعسكرية تدين بالولاء للإمارات.