وأكد بيان للرئاسة وفاة قايد صالح، إذ أصيب عند الساعة السادسة صباحًا بسكتة قلبية ألمت به في بيته، ونُقل إثرها إلى المستشفى المركزي للجيش بعين النعجة في الضاحية الشمالية للعاصمة الجزائرية.
وكان قايد صالح قد ظهر آخر مرة الخميس الماضي، خلال حفل تنصيب الرئيس الجزائري المنتخب عبد المجيد تبون وأدائه لليمين الدستورية.
وبدا قائد الجيش الجزائري الراحل في الحفل متعباً بعد فترة إجهاد على امتداد عشرة أشهر من الأزمة السياسية التي أجرى فيها أكثر من 50 زيارة إلى الوحدات العسكرية، وألقى 53 خطاباً حول الأزمة والحلول الدستورية.
وأعلنت السلطات الجزائرية أنه ستتم مراسيم إلقاء النظرة الأخيرة على جثمان الراحل غداً الثلاثاء قبل دفنه في مقبرة الشهداء.
وقرر الرئيس الجزائري إعلان حداد وطني لمدة ثلاثة أيام، وسبعة أيام بالنسبة للمؤسسات العسكرية.
وعبّر تبون، بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة، عن حسرته لوفاة قايد صالح، مؤكدا أن الجزائر تفقد بوفاته "أحد رجالاتها الأبطال الذي بقي إلى آخر لحظة وفيًا لمساره الزاخر بالتضحيات الجسام التي ما انقطعت منذ أن التحق في سن مبكرة بصفوف جيش التحرير الوطني، الذي ترعرع في أحضانه وتشرَّب منه جنديًا فضابطًا فقائدًا مجاهدًا عقيدةَ الوفاء للوطن والشعب".
ووصف تبون الوفاة بأنها "فاجعة أليمة قاسية أن تودّع الجزائر في هذا الوقت بالذات– وعلى حين غرة– قائداً عسكرياً بمآثر وخصال الفريق أحمد قايد صالح، وهو المجاهد الذي صان الأمانة وحفظ الوديعة وأوفى بالعهد في فترة من أصعب الفترات التي اجتازتها البلاد، لما حباه الله به من حكمة وتبصّر وصفاء ووفاء للجزائر وللشهداء، إخلاص تشهد عليه المرافقة الوطنية الصادقة والعمل الدؤوب المثابر على المرور بالجزائر إلى الأمن والأمان، آمنة مستقرة".
وقرر الرئيس تبون تعيين قائد القوات البرية اللواء سعيد شنقريحة رئيساً لأركان الجيش بالنيابة، لضمان السير العادي للمؤسسات العسكرية.
وكان متوقعاً تعيين شنقريحة خلفاً لقايد صالح، حتى لو لم تحدث الوفاة، حيث كان مقرراً أن يعلن قايد صالح تنحيه عن منصبه بسبب تقدمه في السن.
وأحدث خبر وفاة قايد صالح صدمة كبيرة في الجزائر، خاصة وأنها تأتي بعد أربعة أيام فقط من أداء الرئيس تبون لليمين الدستورية، والذي كان يعول على الفريق قايد صالح لمساعدته في ترتيب المرحلة السياسية المقبلة.