الرؤية البصرية والفنية في خدمة قضية المعتقلين السوريين

23 يونيو 2016
تم استخدام اللونين الأسود والأبيض لقوتهما البصرية(فيسبوك)
+ الخط -

الرؤية البصرية كانت جديدَ تظاهرةِ "المعتقلون أولاً"، التي نظمتها مبادرة "الناجون من المعتقلات السورية"، في باريس الفرنسية، فبجانب قضية المعتقلين السوريين، كانت الصورة والرؤية المشهد الملفت بالنسبة للمشاركين في التظاهرة ومشاهديها.

بنيت الرؤية البصرية للمظاهرة على عدة أسئلة موجهة ومدققة، يخبرنا عنها مصمم السجن والرؤية البصرية للتظاهرة، الفنان التشكيلي، أحمد علي، الملقب بـ"دينو": "أي عمل فني أو بصري يحتاج للإجابة على عدة أسئلة، وهنا كانت الأسئلة تدور في عدة محاور، فمَنْ هم المعتقلون؟ أطفال، نساء، شيوخ، شباب، مثقفون، مفكرون وفنانون من كل المجتمع السوري.  ومَنْ هو الجمهور المخاطب؟ الغرب، الإنسان الذي في الشارع، في السيارات والأماكن التي نمر بها، أي الذي ليس لديه أكثر من عشر ثوان عندما يمر بجانب المظاهرة، وفي ما بعد وسائل التواصل والميديا".

بحسب "دينو"، فإن الرؤية البصرية يجب أن تركز على عدة مواضيع، لإيصال القضية إلى كل الجمهور المطلوب، بكل الوسائل واللغات المخاطبة، فيقول: "كان السؤال الآخر من هم المعنيون؟ الجهات الدولية والفرنسية المحلية. الأمم المتحدة، الصليب الأحمر والمعنيون بحقوق الإنسان، فاخترنا مخاطبتهم بالفرنسية، والإنكليزية، والعربية".

ويضيف: "كما قمنا باختيار مكان إطلاق التظاهرة على خلفية رمزية المكان، من الباستيل إلى الريبوبليك، حاملين ألف صورة لمعتقلين مع معلومات عن عمرهم ومهنتهم وتاريخ اعتقالهم وعدد أيام الاعتقال وجهة الاعتقال، وأربع لافتات كبيرة بالعربية والفرنسية، رفقة مئات المشاركين".

شكلت الإجابة على كل هذه الأسئلة صيغة بصرية تجمع كل الأفكار مع بعضها بشكل إبداعي يعبّر عن القضية، النتيجة التي يخبرنا بها " دينو" كانت "مجسماً ربما لأكبر سجن متحرك في العالم، 45 متراً مربعاً، وبداخله جميع شرائح المجتمع السوري، ليمثلوا المعتقلين الحقيقيين، لإظهار المعتقل بأنه شخص طبيعي مثلنا وليس مجرماً، ولما يحمله هذا المجسم من رمزية مباشرة وسريعة ليفهمها الإنسان الغربي".

تم تصميم السجن – حسب دينو - ليتناسب مع أبعاد الشارع الذي سوف تمرّ به المسيرة، بارتفاع 245 سنتيمتراً، حول السجن على ارتفاع 130 سنتيمتراً. وأضيف في الأسفل حائط من القماش، مكتوب عليه؛ "سورية، المعتقلون أولاً" باللغات الفرنسية والإنكليزية والعربية، فالفكرة من المجسم هنا أن يكون مثل"بوستر" كبير متحرك، يوصل المعلومة كاملة خلال 5 ثوان، سواءً للمارة أو لوسائل الإعلام.

وأوضح "دينو" أنه تم استخدام اللونين الأسود والأبيض، لقوتهما البصرية، الأسود للدلالة على ظلام السجن، والجمال باللون الأبيض، للدلالة على صوت المعتقلين في هذا الظلام. أما بالنسبة للألف صورة فيتطرق إليها بقوله: "تم الاتفاق على تعليق كل 7 صور على حاملين من الخشب، حسب اختصاصات المعتقلين، مثل الطلاب والأطباء والصحافيين، ليحملها شخصان، إضافة إلى حاملات كبيرة طبعت عليها 26 صورة، لعرضها  بأقل عدد ممكن من المشاركين.

وشارك الفنان السوري، جلال الطويل، بتنظيم التظاهرة، مع إضافة فكرة سلسلة من الحديد برجل كل مشارك، ليصدر صوتاً خلال التحرك يذكر بالجنازير في أرجل المعتقلين داخل المعتقلات السورية.



المساهمون