الذهب في أعلى مستوياته مستفيداً من توتر الخليج

25 يونيو 2019
اقبال على شراء الذهب بالصين (فرانس برس)
+ الخط -

توقع خبراء في تجارة المعادن النفيسة أن يرتفع سعر الذهب إلى أعلى مستوياته  متجاوزاً المستوى القياسي الذي بلغه في 6 سنوات عند مستوى 1423 دولاراً للأوقية (الأونصة)، في أغسطس/ آب 2013.

وحسب وكالة رويترز، ارتفع سعر الذهب في المعاملات الفورية 0.4% إلى 1403.88 دولارات للأوقية (الأونصة)، في التعاملات الصباحية في لندن، متجها لتسجيل مكاسب للجلسة الخامسة على التوالي. وكان المعدن النفيس قد سجل 1410.78 دولارات يوم الجمعة قبل أن يتراجع.

ويعزو هؤلاء الخبراء بلوغ المعدن النفيس هذا السعر القياسي لثلاثة عوامل رئيسة وجانبية وهي: الاضطرابات الجيوسياسية التي يعيشها العالم حالياً، وعلى رأسها التوتر العسكري بين إيران والولايات المتحدة، وكذلك توجه مجلس الاحتياط الفدرالي (البنك المركزي الأميركي) نحو خفض سعر الفائدة وربما مرتين خلال العام الجاري.

أما العامل الثالث، فهو توجه البنوك المركزية العالمية نحو سياسة "التحفيز النقدي" لإنقاذ اقتصاداتها من الركود الاقتصادي المحتمل.

وقال 18 خبيراً في مسح أجرته صحيفة "وول ستريت جورنال" ونشرته يوم السبت، إن أسعار الذهب سترتفع خلال العام الجاري. والذهب يرتفع في دورة معاكسة لسعر صرف الدولار، إذ إن صفقاته تتم معظمها بالدولار مثلما هو الحال بالنسبة للنفط. وبالتالي كلما تدهور سعر صرف العملة الأميركية ارتفع سعر المعدن الأصفر.

كما يستفيد سعر الذهب من مشتريات البنوك المركزية للمعدن الثمين لتعزيز احتياطاتها من النقد الأجنبي. ولاحظ تقرير مجلس الذهب العالمي الأخير أن الحظر الأميركي على كل من روسيا وتركيا والصين ساهم بشكل ملحوظ في زيادة مشتريات هذه الدول من الذهب في احتياطاتها. 

وقال مسؤولون روس لوكالة تاس، إن مخاوف موسكو من حظر أميركا لموجوداتها في السندات الأميركية، أدى إلى تسييل هذه الموجودات وشراء الذهب.

كما استفاد الذهب  كذلك من السياسة النقدية الصينية الرامية لتعزيز الصين لسعر صرف اليوان مقابل الدولار ضمن خطوات تدويله وتحويله إلى عملة ذات وزن في احتياطات المصارف المركزية العالمية. وهذه السياسة النقدية تقوم على شراء المزيد من الذهب في مكونات الاحتياط.

لكن هنالك عوامل هامشية تساهم في ارتفاع سعر الذهب، من بينها المشتريات المكثفة في المجوهرات في كل من الهند وبعض الدول الآسيوية.

يُذكر أن أسعار الذهب صعدت يوم الجمعة، ولأول مرة، فوق مستوى 1400 دولار قبل أن تتراجع، لكنها تظل قرب أعلى مستوى لها في ست سنوات بدعم من توقعات تفيد بأن البنك المركزي الأميركي سيبدأ خفض أسعار الفائدة في وقت لاحق هذا العام. وتلقى المعدن النفيس دعما أيضا من مخاوف بشأن ضربة عسكرية أميركية محتملة ضد إيران وحرب تجارية عالمية.

وحسب وكالة رويترز، قفز الذهب أكثر من 5% منذ أن لمح البنك المركزي الأميركي يوم الأربعاء إلى تخفيضات محتملة لأسعار الفائدة في وقت لاحق هذا العام مع تحركه للرد على تزايد الضبابية الاقتصادية وبقاء التضخم عند مستويات منخفضة.

وفي أواخر جلسة تداول في السوق الأميركي، بلغ سعر الذهب في المعاملات الفورية حوالي 1399.42 دولاراً للأوقية (الأونصة)، مرتفعاً 0.8% في حين صعدت العقود الأميركية للذهب 0.2% لتبلغ عند التسوية 1400.10 دولار للأوقية. وعلى مدار الأسبوع، سجل المعدن الأصفر أفضل مكاسبه الأسبوعية في أكثر من ثلاث سنوات.

وأظهرت بيانات لمجلس الذهب العالمي صدرت، السبت، أن احتياطات الذهب حول العالم والتي بحوزة البنوك المركزية تبلغ قرابة 34.028 ألف طن مملوكة لنحو 100 دولة. ويعتمد تقرير الذهب العالمي على أرقام البلدان التي تملك طناً واحداً من الذهب أو أكثر، كجزء من الأصول الاحتياطية، بينما لا تتضمن أرقام الدول التي تملك أقل من طن واحد.

وتتصدر الولايات المتحدة دول العالم، من حيث ملكيتها لأكبر احتياطيات من الذهب، ضمن أصولها الاحتياطية، بكمية بلغت 8133.5 طن، تشكل نسبتها قرابة 74.6% من الأصول الاحتياطية لها.

وفي المرتبة الثانية، جاءت ألمانيا التي تمتلك 3367.9 طن من الذهب، تشكل نسبتها 69.9% من إجمالي أصولها الاحتياطية.

واحتل صندوق النقد الدولي، الذي يمتلك احتياطيات رسمية من الذهب ضمن أصوله الاحتياطية، تبلغ كميتها 2814 طناً المرتبة الثالثة، لكن لا تظهر نسبة الذهب من مجمل الاحتياطيات. كما احتلت إيطاليا التي تواجه عجزاً مالياً في موازنة العام الجاري، المرتبة الرابعة، وذلك على الرغم من ظروفها المالية والاقتصادية الصعبة.
المساهمون