الدّبكة الشعبيّة الفلسطينيّة… حفاظ على الهويّة

20 نوفمبر 2016
تشتهر دبكة دلعونا في فلسطين(أنور عمرو/ فرانس برس)
+ الخط -
تعتبُر الدّبكة الشّعبيّة من التقاليد الفلسطينيّة التي يتمسك بها الشعب الفلسطينيّ جيلاً بعد جيل، إذ كانت الدبكة قبل نكبة عام 1948، الأساس في المناسبات وخاصّة الأفراح. ولكن بعد النكبة، صارت رمزاً من رموز النضال والتمسك بالموروث الفلسطيني، خصوصاً أن الاحتلال الإسرائيلي يحارب هذا الإرث، ويحاول سرقته وتجييره له، في سعيه إلى طمس معالم الشخصيّة الثقافية والسياسية الفلسطينية. وخوفاً من طمس وضياع هذا التراث، وحفاظاً على الهوية، شكّل الفلسطينيون فرقاً للدبكة الشعبية الفلسطينيّة سواء في فلسطين أو في مخيمات اللجوء، وصاروا يتدربون على الدبكة بأنواعها المختلفة.

محمد عوض، مُدرِّب الفلكلور والدبكة الشعبية في مخيم عين الحلوة (جنوب لبنان)، تحدث إلى "العربي الجديد" عن أنواع الدبكة الشعبيّة، وقال: "الدبكة هي رقصة فلكلورية، كانت تُمارَس عادةً في الأعراس الفلسطينية، وتبدأ باجتماع عشرة أشخاص وما فوق، أحياناً من الرجال فقط أو مختلطة ما بين النساء والرجال، ويشاركهم عازف المجوز أو اليرغول وأحياناً الشبابة "الناي" بمرافقة الطبل".
ويضيف عوض: "رغم أن الدبكة مُتشابهة في الشكل والمضمون، إلا أنّها تختلف عن بعضها من ناحية الحركة، وهناك أنواع عدّة منها. وكلّ دبكة لها تسميتها الخاصة منها: "دبكة الطيّار"، وهي تتمَّيز بالإيقاع السريع، وُتسمّى في بعض المناطق بـ"دبكة الكرّادية"، وتعتمد على اللياقة البدنيّة، لأن حركاتها سريعة نوعاً ما، وموحدة بين الأشخاص المشاركين في الدبكة".
أما الدبكة الشمالية، فتتميَّز بأنَّ حركتها تبدأ بالقدم اليسرى وتنتهي بها أيضاً. وتعتمد على الحركة السريعة مع رفع الأيدي على الأكتاف، وتُدبَك على أنغام المجوز أو اليرغول، وفي الوقت الحاضر، تستخدم آلة القربة.
وهناك "الدبكة الشعراوية" التي تعتبر الدبكة التقليدية في فلسطين وفي بلاد الشام عموماً، إيقاعُها سريع، ويقوم الدبّيكة بشبك أياديهم، وتشبهها "دبكة الدرازي"، ولكن بإيقاع أهدأ على أنغام آلة المجوز.
ويلفت عوض، إلى أن دبكة الدلعونا تشتهر في فلسطين كما في لبنان، وهي تعتمد على الإيقاع المتوسط، وتختلف الأغنية بحسب المناسبة، ولكن دائما تبدأ بـ "على دلعونا"، وتتغير الكلمات مع الحفاظ على اللحن، وكذلك دبكة زريف الطول التي تستخدم للغزل والمديح في الحفلات والأعراس.
وللبدو دبكتهم الخاصة، وتعتبر الدبكة البدّوية من فصيلة الدبكة الشمالية، إذ تُدبَك مع رفع الأيدي على الأكتاف، ولكن بنفس تردُّد "الدبكة الشعراوية". كما أن البدو يتقنون دبكتهم الخاصة، والتي يطلق عليها "الدّحيّة" وفيها تسحيجات ومفردات خاصة بلهجتهم. وبعض المناطق في فلسطين تدبك "الدبكة السبعويّة"، وهي تشبه إلى حد بعيد الدبكة الشمالية، لكنها عبارة عن سبع ضربات تنتهي الضربة السابعة بالرجل اليمين.
أما دبكة العسكر فهي تشبه المشية العسكرية مع رفع الأيدي على الأكتاف، وتتخللها حركة الكرجة وعادة تعتمد على إيقاع الطبلة.
ويقول عوض: "رغم التطور الحاصل في مختلف جوانب الحياة، والتي طاولت حفلات الأعراس التي صارت تتميز بالحداثة، إلا أن الدبكة حافظت على استمراريتها وحضورها في المناسبات كافة سواء كانت اجتماعية أو وطنية، وهي نوع من التمسك بالثقافة والإرث الفلسطيني".

المساهمون