الدولار والبيزو يستفيدان من اتفاق أميركي مكسيكي

11 يونيو 2019
تجار صرف في العاصمة مكسيكو سيتي (Getty)
+ الخط -
استفاد كل من الدولار الأميركي والبيزو المكسيكي من اتفاق بين الولايات المتحدة والمكسيك. وارتفع البيزو أكثر من اثنين بالمائة، أمس الإثنين، بعد التوصل إلى اتفاق بشأن الهجرة لتجنب حرب رسوم جمركية بين البلدين، مما دعم انتعاش شهية المستثمرين للمخاطرة وعزز الدولار، وهبط الين الذي يعتبر ملاذاً آمناً.

ولجأ المستثمرون في الصرف الأجنبي إلى الملاذ الآمن في الين، في الأسابيع الأخيرة، بعدما هدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على المكسيك، مما أحدث هزة في ثقة المستثمرين. وارتفع البيزو، أمس، أكثر من 2% لتصل قيمته إلى 19.2275 بيزو مقابل الدولار، بعد استئناف التداولات لأول مرة عقب اتفاق الهجرة، يوم الجمعة.

وتستخدم الولايات المتحدة سوقها الضخم والقريب والمجاور للمكسيك في الضغط عليها، كما تلعب الاستثمارات الأميركية دوراً محورياً في النشاط الاقتصادي المكسيكي، وتحريك سوق العمل والتوظيف الذي يحتاجه البلد اللاتيني بشدة. وتوجد في المكسيك العديد من الصناعات الدولية، خاصة صناعة قطع الغيار والسيارات التي تنشئها الشركات الأوروبية في مدنها المختلفة، مستفيدة من العمالة الرخيصة، ثم تقوم بعد ذلك بتصديرها إلى أميركا.

وبهذه الورقة التجارية والاستثمارية تضغط واشنطن لإجبار المكسيك على الرضوخ لمطالبها المتعلقة بالهجرة وغيرها. ومن هذا المنطلق يرى محللون أن التوجه إلى فرض رسوم جمركية إضافية على الواردات الأميركية من المكسيك، كان السلاح الفعال لإجبار حكومة المكسيك على تبني إجراءات أقوى ضد المهاجرين منها وعبرها إلى الولايات المتحدة.

لكن في الجانب الآخر، فإن المكسيك تملك أوراق ضغط مضادة متعلقة بالأمن والهجرة في الانتخابات الأميركية، حيث توجد جالية أميركية كبيرة من أصول مكسيكية ولاتينية في الولايات المتحدة.
وهذه الكتلة السكانية المكسيكية ومن باقي دول أميركا اللاتينية تعد ورقة رابحة في يد المكسيك، لأنها تتعاطف سياسياً في الانتخابات الأميركية مع المرشحين الذين يدعمون بلادهم.

ومنذ صعود ترامب إلى الحكم، عمل على وقف مد الهجرة اللاتينية إلى الولايات المتحدة، خوفاً من حدوث تغير ديمغرافي يكون له تأثير مباشر على سياسة بلاده في المستقبل، خاصة بعد فوز عدد كبير من ذوي الأصول اللاتينية بعضوية الكونغرس وتسلّمهم مناصب مهمة في الحكومة الأميركية، وهو ما يهدد الحزب الجمهوري الذي يتشكل معظمه من التيار المحافظ اليميني.

إلى ذلك، تعافى الدولار، أمس الإثنين، بعدما تخلى المستثمرون عن الين واليورو. وقال بعض المحللين إن العملة الأميركية ينبغي أن تنتعش، بعد أن أدرك المستثمرون أن تقييمهم لمسار خفض أسعار الفائدة من جانب مجلس الاحتياط الفدرالي (البنك المركزي الأميركي) متفائل للغاية.

وزادت العملة الأميركية مقابل اليورو في تعاملات الإثنين، لتصل إلى 1.1304 دولار، مع تعرّض العملة الموحدة لضغوط، بعدما قالت مصادر لرويترز، إن صانعي القرار في البنك المركزي الأوروبي منفتحون على خفض أسعار الفائدة إذا استمر النمو الاقتصادي ضعيفاً. وارتفع مؤشر الدولار 0.3% إلى 96.824. وزادت العملة الأميركية مقابل اليورو بالنسبة ذاتها إلى 1.1304 دولار.
المساهمون