ارتفع سعر الدولار، اليوم الأربعاء، قبل كلمة من المقرر أن يلقيها محافظ مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي)، جيروم باول، قد تقدم نظرة فاحصة على خطط المركزي بشأن تشديد السياسة النقدية وتحركه ردا على انتقادات وجهها إليه الرئيس الأميركي دونالد ترامب.
ويتعرض الدولار لضغوط في الأسابيع الأخيرة جراء مؤشرات على أن البنك المركزي الأميركي قد يبطئ وتيرة الزيادات في أسعار الفائدة في ظل تباطؤ النمو العالمي وارتفاع أرباح الشركات وتصاعد التوترات التجارية.
ومن شأن تقليص الزيادات في أسعار الفائدة إضعاف الدولار، أكثر العملات سيولة في العالم، والذي ارتفع عشرة بالمئة منذ يناير/ كانون الثاني.
وصعد مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة من ست عملات أخرى رئيسية، 0.2 في المائة إلى 97.51 في التداولات، وهو أعلى مستوياته منذ 13 نوفمبر/ تشرين الثاني.
وارتفع مؤشر العملة لثلاث جلسات على التوالي، وهو دون أعلى مستوى هذا العام عند 97.69. وبلغ الين، اليوم، أدنى مستوى في أسبوعين عند 113.85 ينا مقابل الدولار. ونزل اليورو 0.2 بالمئة مقابل الدولار إلى 1.1267 دولار.
وخسرت العملة الموحدة 1.5 في المائة من قيمتها في الجلسات الماضية بفعل مؤشرات على ضعف اقتصاد منطقة اليورو والتوتر بين الاتحاد الأوروبي وإيطاليا بشأن ميزانية روما.
وتراجع الجنيه الإسترليني إلى 1.2733 دولار. ويراهن متعاملون على أن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي ستفشل في نيل موافقة البرلمان على اتفاقها لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وكان ترامب قد انتقد محافظ الاحتياطي الفيدرالي الذي اختاره بنفسه قائلا إنه "ليس مسرورا على الإطلاق" باختياره جيروم باول. وفي مقابلة مع واشنطن بوست، قال ترامب إن الاحتياطي الفيدرالي "مخطئ جدا".
واعتبر ترامب"أنهم يرتكبون خطأ، لأن لدي حدس، ويكون أصدق أحيانا مما يصلني من أي شخص آخر".
وكان الرئيس الأميركي قد اختار باول لترؤس الاحتياطي الفيدرالي مطلع العام، لكنه هاجمه تكرارا لرفعه معدلات الفائدة التي يقول إنها تقوض العمل الذي يقوم به لتعزيز الاقتصاد الأميركي.
وقال "أقوم بإبرام صفقات ولا ألقى دعما من الاحتياطي الفيدرالي" الذي يقوم بعمل المصرف المركزي.
ومن المتوقع أن يقوم الاحتياطي الفيدرالي برفع معدل الفائدة الأساسي مجددا في كانون الأول/ديسمبر سعيا لمنع خروج التضخم عن الهدف المحدد بـ2 في المائة، وسط سوق وظائف قوي ونسبة بطالة 3.7 في المائة هي الأدنى منذ 50 عاما.
وكثيرا ما قلل باول ومسؤولون آخرون من أهمية الهجمات السياسية لترامب، ويقولون إنه ليس لها تأثير على المداولات السياسية للمصرف المركزي المستقل.
(رويترز، العربي الجديد)