الدوري الفرنسي..Game over منذ البداية

23 ديسمبر 2015
سان جرمان متصدّر الدوري الفرنسي (العربي الجديد)
+ الخط -

هو ليس لغزاً محيراً بقدر ما يفرض المنطق نفسه في الدوري الفرنسي لكرة القدم، صحيح أن هذه المسابقة تعتبر من الدوريات الخمسة الكبرى، لكن فوراق كبيرة ومخيفة ظهرت في المواسم الأخيرة، وتحديداً هذا الموسم، والذي يتربع باريس سان جرمان على عرشه من دون منازع بعد توقف الدوري في فترة أعياد الميلاد، وانتهاء مرحلة الذهاب، ولكن أسباباً كثيرة جعلت "الليغ 1" في هذه الحالة، والتي تعبر عن ضعف في حال الخروج للمنافسة في أوروبا.

نادي عاصمة النور
سان جيرمان غرد بعد الجولات الـ19 في الصدارة 52 نقطة من 16 فوزاً وثلاثة تعادلات وسجلٍ خالٍ من الهزائم، جعل المهمة مستحيلة، لا أحد يستطيع اللحاق به، وهو فعلياً قد حسم الدوري لمصلحته، فالفارق بينه وبين موناكو الثاني 19 نقطة، والذي يمتلك في جعبته 32 نقطة فقط. من دون شك إمكانات النادي الباريسي صنعت الفارق، فالأسماء الرنانة التي يمتلكها كفيلة بجعل مسابقة الدوري روتينية، بل لنقل رتيبة، فلا جديد في الأمر، الهيمنة للسلطان زلاتان إبراهيموفيتش وزملائه، فكتيبة لوران بلان مدججة بأعتى الأسلحة والنجوم، ولاعبو "بنك الاحتياط" قادرون على صناعة الفارق، مثل اللاعبين الأساسيين، هذا الأمر قدم الكثير من الخيارات للمدرب، وجعل الهوة تتسع مع بقية الفرق.

الضريبة العالية
المعروف أن فرنسا رفعت النسبة الضريبية على المداخيل المرتفعة، والتي سمتها الصحافة الفرنسية والعالمية "ضريبة الأغنياء"، والمعروف أن لعبة كرة القدم تضخ فيها الكثير من الأموال، واللاعبون الكبار وحتى متوسطو المستوى يتقاضون أجوراً عالية تفوق المليون يورو على أقل تقدير، ووصلت الضريبة في فرنسا على هذه المداخيل إلى 75% في فترة من الفترات، هذا الأمر وضع النجوم في حالةٍ من الحيرة، إما الرحيل أو البقاء وأخذ أجور متدنية، بسبب الاقتطاع الضريبي، لكن إدارة سان جرمان استطاعت تعويض الفارق لما تمتلكه من إمكانات مادية ونجحت في المحافظة على الكثير منهم بل واستقدمت الأرجنتيني دي ماريا أيضاً، أما بقية الفرق فقد فرطت بالكثير من لاعبيها، بسبب المشاكل الاقتصادية وميزانيات الأندية.

غياب الكبار
الشح المالي والمشاكل الاقتصادية والضريبة العالية، ألغت الكثير من الفرق، ولا سيما ناديي مارسيليا وليون، في حال أردنا القول أو التسليم جدلاً أن موناكو يقارع من بعيدٍ سان جرمان، لكن اختفاء هذه الأندية عن خارطة المنافسة بسبب افتقارها للأسماء الرنانة، قدم فرصة لبلان من أجل القبض على الصدارة والتمسك بها منذ البداية حتى النهاية، فعلى سبيل المثال، نادي ليون، والذي هيمن على الكرة الفرنسية لفترة طويلة حيث فاز بالدوري من عام 2001 حتى 2008، هو اليوم بعيد كل البعد عن المنافسة، وغير قادر على مجاراة فرق صاعدة من الدرجة الثانية هذا العام على غرار أنجيرز الذي يحتل المركز الثالث، بينما يقبع ليون في المركز التاسع ومارسيليا عاشراً.

فارق بالنقاط
تولوز صاحب المركز التاسع عشر قبل الأخير في الدوري الفرنسي يمتلك 17 نقطة، وهو بعيد فقط 15 نقطة عن صاحب المركز الثاني موناكو الذي يمتلك 32 نقطة، لكن في بقية الدوريات الفارق شاسع للغاية بين صاحب الوصافة وما قبل الأخير، فالدوري الإيطالي مثلاً الذي يشهد منافسة قوية بين الكثير من الفرق، يحتل نابولي وفيورنتينا وصافته بـ35 نقطة، ويبتعد الفريقان عن كاربي 15 نقطة وهو الذي يقبع في المركز الـ19، بينما الدوري الإسباني يشهد ذات الحالة؛ أتلتيكو مدريد بـ35 بعيد عن لاس بالماس 22 نقطة، وفي الدوري الإنجليزي ساندرلاند في رصيده 12 نقطة مقابل 32 لأرسنال؛ أي أن الفارق بينهما 24 نقطة، ولكن رغم ذلك المنافسة مشتعلة بين 3 أو 4 فرق، بينما الدوري الفرنسي شبه منتهٍ فعلياً.

اقرأ أيضاً: أبو تريكة يهنئ الأمة الإسلامية بالمولد النبوي الشريف

المساهمون