مخاوف ما يمكن أن تؤدي إليه موجة اللجوء الجديدة نحو أوروبا، تستنفر هذه الأيام السياسيين وأجهزة استخبارات عدد من الدول الأوروبية، بما فيها الدنماركية. وزير خارجية كوبنهاغن، أندرس سمويلسن، التقى بلجنة الشؤون الأوروبية في البرلمان، معبرا عن "الخشية من الأسوأ، ففي منطقة ضيقة (إدلب) يتجمع نحو 3 ملايين إنسان، وبينهم نحو 10 آلاف إرهابي، ويمكن أن ينجم عن القتال لجوء عشرات الآلاف، كما حدث في 2015، ورأينا كيف أنه كان من الصعب جدا التعامل مع تلك الحالة".
"دخول الإرهابيين كلاجئين هو سيناريو مخيف حين يصل نحو مليون لاجئ إلى أوروبا، وبينهم آلاف الإرهابيين، وهذا شيء غير مقبول على الإطلاق، لا في السماح بتلك الأعداد من اللاجئين ولا بدخول ما تقدره الأجهزة الأمنية بنحو 10 آلاف إرهابي محتمل"، بحسب ما يستنتج سمويلسن، في مؤتمر صحافي مساء الجمعة، في كوبنهاغن.
وكان جهاز الاستخبارات الدنماركي عبّر، خلال الأيام الماضية، عن "الخشية من أن يتخفى إرهابيون محتملون بين اللاجئين الذين يمكن أن يتدفقوا نتيجة الحرب باتجاه أوروبا". ومنذ تدفق اللاجئين في 2015 والجهاز الأمني الدنماركي يصدر تقييمات دورية عن "خطر القادمين من سورية المتخفين بصفة لاجئين"، وقام في أكثر من مناسبة بحملات أمنية أدت إلى اعتقالات ترتبط باللجوء، على مدى العامين الماضيين.
ويحذّر وزير خارجية الدنمارك، والجهاز الأمني، من "وجود أشخاص محترفين ومدربين يمكن أن يتغلغلوا في صفوف اللاجئين ويشكلوا خطرا على الأمن".
واعتبر سمويلسن أن "الاتفاق مع تركيا، وسعي أوروبا للسيطرة على التدفق عبر المتوسط، مهمان في الوقت الحالي، لكن إذا ما أصبحنا أمام كارثة إنسانية في إدلب فسنكون أمام سؤال كبير، وهو ما نحاول الآن العمل مع الأوروبيين لتجنّبه، ونحن نساهم الآن في مشاريع لمواجهة الكوارث الإنسانية في سورية، وحين نصل إلى حل سياسي سلمي سنساهم بالمساعدات وإعادة البناء".
وبالرغم من أن الأمم المتحدة قدّرت أعداد من سمّتهم "الجهاديين" بنحو 10 آلاف في إدلب، إلا أن جهاز الاستخبارات في الدنمارك يعتقد أن مخاطر انضمام نحو 30 ألفا من المدربين والتابعين "لتنظيمات إسلامية متشددة بين اللاجئين، احتمال قائم".
واعتبر الجهاز أن "التهديد الإرهابي ضد الدنمارك ما يزال خطيرا، وبيت (الاستخبارات الدنماركية) يتابع التطورات بالتعاون مع الجهات والسطات الدنماركية المعنية والشركاء الأجانب".