الدنمارك في المونديال... حصان أسود أوروبي بقيادة إريكسن

تحتل الدنمارك المركز الـ 12 في التصنيف العالمي للاتحاد الدولي لكرة القدم، وهي من المنتخبات الأوروبية القوية التي تأهلت عبر الملحق الأوروبي بنتيجة عريضة على المنتخب الأيرلندي (5 – 1). الدنمارك منتخب سجل نتائج كبيرة في التصفيات وبلغ الدور ربع النهائي لمرة واحدة، وسيكون بقيادة نجمه الأول كريستيان إريكسن قوة ضاربة في مونديال روسيا وأحد المرشحين لنيل لقب "الحصان" الأسود.

التاريخ في المونديال

تُشارك الدنمارك في بطولة كأس العالم للمرة الخامسة في تاريخها من أصل 22 نسخة من البطولة العالمية. ظهرت الدنمارك لأول مرة في مونديال المكسيك 1986، وقدمت عرضاً كروياً مُميزاً ووصلت إلى دور الـ 16 من أول مشاركة رسمية. في تلك النسخة تصدرت مجموعتها متفوقة على منتخبات مثل ألمانيا والأوروغواي واسكتلندا، لكنها خسرت أمام إسبانيا في الدور الثاني وودعت البطولة.

بعد ذلك شاركت الدنمارك في نسخة 1998، وهناك صنعت إنجازها الأكبر في المونديال بعد أن بلغت الدور ربع النهائي. تأهل المنتخب الدنماركي من دور المجموعات بعد أن حل وصيفاً خلف فرنسا المتصدرة. وفي دور الـ 16 أطاح منتخب نيجيريا (4 – 1)، لكن لسوء حظ الدنمارك اصطدمت في الدور ربع النهائي مع البرازيل وصيفة تلك النسخة آنذاك وخسرت (3 – 1).

وبعد ذلك شاركت الدنمارك في مونديال 2002 وودعت من الدور الأول وكذلك الأمر في مونديال 2010 في جنوب أفريقيا. ولم تشارك في بطولة كأس العالم 2014 في البرازيل بسبب فشلها في تخطي التصفيات الأوروبية. وفي مجموع مبارياتها في كأس العالم خاضت الدنمارك 16 مباراة (8 انتصارات وتعادلان وست خسارات)، في وقت سجل المنتخب 27 هدفاً مقابل 24 في مرماه. وفي الملحق الأوروبي واجهت الدنمارك منتخب أيرلندا وتعادلت معه ذهاباً بدون أهداف واكتسحته إياباً (5 – 1).

التصفيات... ونقاط القوة والضعف
فشلت الدنمارك في حصد مقعد مؤهل مباشرةً إلى مونديال روسيا 2018، وذلك بعد حلولها وصيفة في المجموعة الأوروبية الخامسة إثر جمعها 20 نقطة خلف المتصدرة بولندا التي جمعت 25 نقطة. وحققت الدنمارك ستة انتصارات وتعادلين مقابل خسارتين وسجلت 20 هدفاً وتلقت في شباكها ثمانية أهداف في عشر مباريات.

ويملك المنتخب الدنماركي الكثير من نقاط القوة التي سيستعملها في بطولة كأس العالم 2018، فهو يملك لاعبين ذوي قامة طويلة ستُساعد في الركلات الثابتة والكرات العرضية بالإضافة لإبعاد الخطر دفاعياً. كما تملك الدنمارك عناصر مُميزة تلعب في أقوى الدوريات الأوروبية وتملك خبرة كبيرة في كرة القدم ومن بينهم النجم إريكسن وسيمون كايجر لاعب إشبيلية الإسباني. وأخيراً يملك نجوم الدنمارك مهارات فردية جيدة ستجعلهم يتفوقون على الخصوم في المجموعة الثالثة.

أما نقاط الضعف فتتمثل بمشاكل في الدفاع وسط بعض الغيابات، وخصوصاً في مركز الظهير الأيمن الذي قد يُسبب مشكلة للمنتخب الدنماركي في بطولة كأس العالم. ورغم أن أندرياس كريستينسين لعب في مركز قلب الدفاع أمام أيرلندا وقدم مستوى جيدا، إلا أنه لا يلعب في مركزه وهذا الأمر قد يكون سيفا ذا حدين. ولا يبدو أن المدرب حسم أمر الدفاع حتى هذه اللحظة وعليه اختيار الأفضل لقيادة الخط الخلفي لأنه السبب الأول والأخير في تخطي أي منتخب لدور المجموعات.

المجموعة والتشكيلة
يلعب المنتخب الدنماركي في المجموعة الثالثة إلى جانب منتخبات فرنسا، بيرو وأستراليا، والعبور إلى الدور الثاني يبدو في المتناول. 

وبالنسبة لتشكيلة المنتخب الدنماركي التي ستُشارك في بطولة كأس العالم فهي تضمُ في حراسة المرمى: كاسبر شمايكل، فريديريك، رونوو، جوناس لوسل. وفي خط الدفاع أندرياس كريستينسين، ريزا دورميسي، سيمون كجاير، ماتياس يورينسين، يانيك فيستيرغارد، بيتير أنكيرسون، يانس ستريغير، نيكولاي بويلسين.

أما خط الوسط فيضمُ ويليان كفيست، توماس ديلاني، لوكاس ليراغير، لاسي شوني، مايك يانسين، كريستيان إريكسن، دانييل فاس، بيار إميل هويبيرغ، مايكل كرون ديلهي. وفي خط الهجوم هناك بيوني سيستو، نيكلاس بيندتنر، أندرياس كورنيليوس، كاسبر دولبيرغ، يوسف بولسن.

نجوم المنتخب
الطبع يُعتبر كريستيان إريكسن النجم الأول لمنتخب الدنمارك حالياً، وهو واحد من أفضل صانعي الألعاب في أوروبا، ويُعول عليه منتخب الدنمارك من أجل قيادته إلى الدور الثاني والمنافسة أقله على لقب الحصان الأسود في المونديال الروسي.

يرتدي إريكسن الرقم 10 مع الدنمارك وسجل ثمانية أهداف في التصفيات الأوروبية، وقال عنه المدرب أجي هاريدي بعد تسجيله "هاتريك" في مرمى أيرلندا: "هو ملهم لكل من يتواجد من حوله، لاعب من الطراز الأول".

أما النجم الآخر في منتخب الدنمارك فهو من دون شك مهاجم فريق سيلتا فيغو الإسباني، بيوني سيستو الذي أثبت في موسم 2017-2018 أنه واحد من أخطر مهاجمي الدوري الإسباني، ويكفي أنه أحرج فريقي برشلونة وريال مدريد عندما واجههما في الدوري.

وسيكون سيستو محط أنظار الجميع والمهاجم الأول للمنتخب الدنماركي الذي يملك مهارات فنية وفردية تجعله قادرا على اختراق أي دفاع وهز الشباك. وهناك أيضاً لاعب فريق تشيلسي كريستيان كريستينسين الذي يُقدم مستوى جيدا في "البريميرليغ" وأثبت مؤخراً أنه عنصر أساسي مع المنتخب الدنماركي.

المدرب
نجح المدرب النرويجي أجي هاريدي في تحقيق الأهم وهو إعادة الدنمارك إلى بطولة كاس العالم بعد غياب أربع سنوات. هو لاعب دولي سابق لعب في مركز المدافع ومدرب منذ عام 1985.

درب عدة أندية في الدول الإسكندنافية مثل فريق مولدي، هيلسينغبورغس، بروندبي، روزينبورغ، فايكينغ، أورغريت ومالمو السويدي، كما وقاد منتخب النروج من عام 2003 حتى 2008 وهو متواجد مع الدنمارك منذ عام 2016.

حقق هاريدي الكثير من الألقاب خلال مسيرته التدريبية، بدايةً من لقب الدوري النرويجي عام 1994 مع مولدي، ولقب الدوري السويدي مع فريق هيلسينغبورغ عام 1999 ولقب كأس السويد موسم 1997-1998. وحقق مع بروندبي لقب الدوري الدنماركي في موسم 2001-2002، بالإضافة للقب الدوري والكأس في النرويج عام 2003. وأخيراً في عام 2014 حقق لقب الدوري والكأس في السويد مع فريق مالمو.

قاد هاريدي منتخب الدنمارك حتى الآن في 21 مباراة وحقق 11 فوزاً مقابل ثلاث خسارات وسبعة تعادلات، ووصلت نسبة انتصاراته إلى حوالي 52%، وهي ثاني أكبر نسبة انتصارات له كمدرب بعد فريق هيلسينغبورغ (56%). فهل يقود هذا المدرب الخبير الدنمارك لتخطي دور المجموعات وتسجيل حضوره بقوة في المونديال هذا العام؟