الدراما اللبنانية في 2018: تقدُّم خجول

26 ديسمبر 2018
كارين رزق الله (يوتيوب)
+ الخط -
قبل أيام من حلول السنة الجديدة، كيف هو حال الدراما اللبنانية؟ ماذا عن الكتّاب والنصوص؟ ماذا عن المخرجين، والممثلين، ما الذي تحقق خلال موسم كامل؟

قبل سنوات قليلة، دخلت محطات التلفزة اللبنانية على خط الإنتاج الدرامي. شركات الإنتاج كانت تبحث عن سند حقيقي يقوي حماستها، ويُسهم في تخفيف الأعباء المالية عنها، كما يضمن عرض المسلسل الأول على الشاشة المساهمة في الإنتاج.

يصح القول إن الدراما اللبنانية تنهض من دون أُسس. بعض النجاحات التي ظهرت في السنوات الأخيرة كانت كفيلة بتشجيع المنتجين على عبور مرحلة الخوف النسبي من الخسائر.

في لبنان اليوم، خلاف حول رؤية، أو تقبّل المشاهد للدراما اللبنانية، بعيداً عن الشراكة العربية، أو ما يُسمى الدراما المشتركة. بعض التفاؤل يظهر من قبل المتابعين حول مسلسل "ثورة الفلاحين"، الذي يُعرض حاليًا، نص كلوديا مرشليان وإخراج فيليب أسمر.

التفاؤل يأتي لصالح الإنتاج السخي الظاهر في المسلسل التاريخي، رغم الضعف في بعض الأحداث التاريخية التي تعود، بحسب اسم المسلسل، إلى حقبة تاريخية شهدت انقلابات سياسية واجتماعية. مبالغة تصل إلى حد التأليف، بعيداً عن مضمون موثق لثورة الفلاحين الحقيقية. نجد من هو متفاءل بهذا الإنجاز بعدما تحدث منتجه، جمال سنان، عن أنه أول مسلسل لبناني سيعرض على "نتفليكس".

في بداية سنة 2018، عُرض الجزء الأول من مسلسل "الحب الحقيقي". القصة المستنسخة عن مسلسل فنزويلي، حصدت مشاهدة جيدة، حتى عرض الجزء الثاني منه في شهر رمضان في ثلاثين حلقة، استطاعت مواكبة أو منافسة المسلسلات الأخرى في لبنان، لكن في المضمون ظهر واضحاً الضعف الذي عانى منه المسلسل لجهة الحبكة الركيكة للأحداث وقصة الحب والتسلط.

عززت بعض الأسماء حضورها في العمل. باميلا الكيك، أظهرت قدرة في دور البطلة المحور في القصة، وكذلك نهلة داود التي أدت دورها بكل عفوية وتقنية عالية، في وقت كانت كل الأخطاء تقع على عاتق المخرج الذي حاول استسهال الأحداث من دون أن ينبّه الممثلين للضعف في الأداء.

في ذاكرة السنة الحالية أعمال أخرى، منها ما عُرض في رمضان، مثل "جوليا"، الذي جمع ماغي بوغصن مرة جديدة مع الشاشة الصغيرة لتقديم مسلسل فكاهي اجتماعي من دون هدف محدد. وتراجعت الممثلة والكاتبة كارين رزق الله هذه السنة في قصة مسلسل "ومشيت"، بعد تقدمها قليلا في موسمين سابقين، لكنها نجحت نهاية السنة في مسلسل اجتماعي "إم البنات"،
"حبيبي اللدود"، قصة كان بإمكانها خرق حاجز الضعف لولا الاستعانة بممثلين هواة.

تعرف الكاتبة منى طايع كيف تطرح الفكرة، فقد نجحت لسنوات سابقة في أعمال درامية أظهرت إمكانات جيدة في مجريات الأحداث والطروحات التي تتناولها، لكنها في "حبيبي اللدود" وقعت في فخ اختيار الممثلين، كونها المنتجة، إضافة إلى دورها ككاتبة القصة والسيناريو. حكاية ابنة زعيم سياسي تقع في قصة حب نجل رئيس حزب، لتبدأ المشاكل والخلافات، وسط مجتمع يعيش التناقضات التي تحول دون إتمام قصة الحب. المسلسل لا يزال يُعرض، ويحقق نسبة مشاهدة لا بأس بها بانتظار النهاية.

المساهمون