الدبكة تشق طريقها بين صفوف تعليم الرقص في أميركا

04 يناير 2015
هل ستصبح دروس الدبكة يوماً ما "تريند"؟
+ الخط -
بدأ عشق منى للدبكة في أوائل التسعينيات، حين كانت تعيش في دمشق حيث درجت الدبكة وانتشرت الرقصات على وقع الدلعونا، وغيرها من الأغنيات التي ميّزت تلك الفترة. ونما حب الدبكة في داخل هذه الشابة ليصبح شغفا وموهبة نقلتها معها فيما بعد إلى أميركا.

هناك حيث هاجر والدا منى اللاجئان الفلسطينيان في سورية. ففي العام 1998 انتقلت العائلة إلى سان دييغو جنوب كاليفورنيا بحثاً عن الحلم الأميركي. وهناك التقت منى بشباب وشابات فلسطينيين جمعها وإياهم حب الدبكة.

"لقد أحببنا أن ننعش الثقافة الفلسطينية ونشارك بها الأميركيين. ومن هنا شكلنا مجموعة وبدأنا تعلم الدبكة على يد سيدة فلسطينية تبرعت بتدريبنا في قبو منزلها. ومن ثمّ تبلورت المجموعة مع انضمام أشخاص جدد أبدوا التزاماً فائقاً. وتشكلت فرقة دبكة تقدم عروضاً ورقصات لدى الجمعيات الخيرية في جنوب كاليفورنيا". تقول منى.

"زيتونة" هو الاسم الذي حملته الفرقة الجديدة، والذي أرادت المجموعة من خلاله أن ترمز إلى شجرة الصمود والتعبير عن هوية اللاجئ الفلسطيني. هؤلاء الشباب أرادوا "للزيتونة" أن تبقى حية لا تموت. وأن تنمو في بيئة إيجابية لتشارك ثمراتها مع من حولها من العرب والأميركيين هنا في أميركا.

هدف الفرقة كان خيرياً بحتاً إذ أصرّ أعضاؤها على عدم تلقي أجر أو تقديم عروض تسلية في أفراح. فقد كان هدفهم تقديم عروض بمسارح وجمعيات خيرية للمساعدة في دعم قضايا وطنهم الإنسانية.

استمرت العروض وتطورت الرقصات التي تقدمها الفرقة إلى أن حان لمنى أن تفترق عن أصدقائها في القسم الغربي من الولايات المتحدة، لتنتقل إلى العيش في مدينة بالتيمور في الناحية الشرقية من البلاد.

ولكن لم تنته قصة الشابة الفلسطينية مع الدبكة هنا، فشغفها بالرقص الفلكلوري لا يعرف الحدود. إذ بدأت بتعليم هذا الفن التراثي الجميل للراغبين من العرب وغير العرب هناك من خلال تنظيم صفوف دبكة في معهد للرقص الشرقي وفنون الرقص الفلكلوري في منطقة فيرجينيا.

معظم المقبلات على تعلم الدبكة هن من الأميركيات اللواتي يرغبن بالتعرف إلى نوع جديد من الرقص، وبعضهن لديهن خبرات في الرقص الشرقي والفلكلوري ولكنهن أحببن أن يتعلمن الدبكة من شخص من حضن هذه الثقافة ويتحدث لغتها.

وهناك من يقبلن على الدبكة من منطلق الحفاظ على اللياقة. إذ تقول إحدى المشاركات إن رقص الدبكة يتطلب مجهوداً جسدياً وحركة مستمرة. كما أن فيها نوعا من التسلية والمتعة.



ويرى الفلسطينيون أمثال منى في هذا الفن الراقص استمراراً لهويتهم ووجودهم. إذ إنها لا تقتصر على التسلية والاحتفال فقط، بل هي أبعد من ذلك. فالدبكة فن وتعبير جسدي ومعنوي عن حالة وأغنية. وفيها توثيق للتاريخ وبرهان على الحياة والبقاء.

ولكن يا ترى هل ستصبح دروس الدبكة يوماً ما "تريند" أو تقليعة كحال دروس الزومبا والرقص اللاتيني التي باتت شائعة في مراكز اللياقة البدنية في أميركا وغيرها؟

دلالات
المساهمون